طقس

الانوار والشموع والبخور والرموز الروحية لكل منها فى الكنيسة

حياة النور المسيحي / الأنوار و الشموع البخور و الرموز الروحية لكل منها فى الكنيسة 

الأنوار في الكنيسة.
 البخور في الكنيسة.
صورة الانوار و البخور و الرموز الروحية  لكل منها فى الكنيسة
 

الأنوار في الكنيسة

اولا ضرورة الاضاءة فى الكنيسة

الاضاءة امر الهى:
  •  امر الرب ان توقد المنارة الذهبية فى خيمة الاجتماع امام مذبح البخور
  •  كانت المنارة تضاء ليلا ونهارا، لانها كانت تلازم التقدمات.
الاضاءة تسليم رسولى:
  • صنع ربنا يسوع الفصح ليلا ولزم ايقاد شموع.
  •  يذكر القديس لوقا فى سفر الاعمال (20): ان التلاميذ كانوا مجتمعين فى اول الاسبوع لكسر الخبز فى العلية وكان بالعلية مصابيح كثيرة.
الاضاءة تقليد ابائى: 
فى رسالة بطرس الاول لاكليمنضس ذكر( تقاد الانوار فى الكنيسة بالشمع والقناديل وتكون لامعة جدا)
الاضاءة لها معان ورموز روحية :
  • الكنيسة سماء ارضية ،لذا تزين بأنوار القناديل والمصابيح التى هى اشبه بالنجوم فى السماء.
  • الكنيسة رمز لاورشليم السمائية التى قيل عنها “مجد الله قد انارها” ( رؤ 21: 23 ).
  • الكنيسة مكان سكنى الله مع المؤمنين والله قيل عنه” ساكنا فى نور لا يدنى منه ” ( 1 تى 6: 16).
  • الكنيسة منارة فقد ذكر فى سفر الرؤيا ” المناير السبعة التى رأيتها هى السبع الكنائس” (رؤ 1: 20 )
  • الكنيسة بيت الملائكة والملاك دعى ” ملاك النور” (2 كو11 : 14). 
  • تذكيرا للمعلمين بأن يكونوا مضيئين حسب قول بولس الرسول” تضيئون بينهم كأنوار فى العالم”  (فى 2: 15).

ثانيا انواع الانوار:

القناديل :
  • تصنع من النحاس او الزجاج او الفضة او الذهب.
  • تملأ بزيت الزيتون النقى وهو يشير الى نقاء النفس وطهارتها.
  • جرت العامة ان تطفأ القناديل عقب الانتها من الصلاة ما عدا قنديل الشرقية اذ يشير الى النجم الذى ارشد المجوس الى مكان الطفل الالهى ربنا يسوع (مت 2: 9 ).
  • وكذلك يظل قنديل القبة مضاءاً حتى لا تدخل بيت الله نار غريبة.
الشموع:
تصنع من شمع النحل وهو خال من الدهن ويتميز برائحته الذكية.
الانوار الكهربائية:
الهدف منها المساعدة فى الانارة فقط، ومجد كنيسة القيامة بالقدس والكنيسة الروسية لا تضاء الا القناديل والشموع دون استخدام الانوار الكهربائية.
القناديل والشموع امام ايقونات القديسين:
تضاء القناديل والشموع امام ايقونات القديسين كقول بولس الرسول “انظروا الى نهاية سيرتهم وتمثلوا بايمانهم ” (عب 13: 7). ولكل منها رموزا خاصة في الكنيسة:
  • نور الشمعة او القنديل : يشير الى القديسين فى فضائلهم واعمالهم الصالحة حسب قول الرب ” فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذى فى السموات ” ( مت 5: 16). 
  • زيت القنديل: يشير الى القديسين فى استعدادهم وخضوعهم لعمل الروح القدس فى داخلهم، وسهرهم على خلاص انفسهم كقول الرب فى مثل العذذارى ” اخذن زيتا فى انيتهن مع مصابيحهن … وجاء العريس والمستعدات دخلن معه الى العرس .. فاسهروا اذاً ” (مت 25: 3، 10 ، 13).
  • شمع النحل : لان الارض التى وعد بها الله شعبه هى ارض تفيض لبنا وعسلا ،اشارة الى كثرة الخيرات الطبيعية وهكذا الشمعة تمثل المؤمنين ( القديس ) الذى يتمتع ببركات الكنيسة وعمل الروح القدس فيها. ورائحته الزكية تشير الى القديسين الذين هم رائحة المسيح الزكية (2 كو 2 : 15).وكما ان النحل يتغذى من رحيق الازهار هكذا المؤمن تجتمع لنفسه فضائل كثيرة من نعم الله المتفتحة امامه كالزهور. 
  • الخيط الابيض وسط الشمعة: يشير الى القديسين فى نقاوة قلوبهم الذين استحقوا لاجلها التطويب كقول الرب” طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله” (مت 5: 8 ).
  • الشمعة فى احتراقها وذوبانها لتضئ للاخرين: تشير الى القديسين فى عطائهم وبذلهم وتضحيتهم من اجل الله، ومن اجل الناس. كما جاء فى سفر اعمال الرسل ” حبيبينا برنابا وبولس رجلين قد بذلا انفسهما لاجل اسم ربنا يسوع المسيح ” ( اع 15: 25 : 26). 
  • مداعبة الهواء لنور الشمعة: يشير الى التجارب التى كان يلاقيها القديسين “لانه بضيقات كثيرة ينبغى ان ندخل ملكوت الله ”  (اع14: 22).
  • نور الشمعة او القنديل: يشير الى القديسين فى تمتعهم بالمجد فى السماء حسب قول الرب ” حينئذ يضئ الابرار كالشمس فى ملكوت ابيهم ” (مت 13 : 43).

ثالثا استخدام الشموع فى الكنيسة:

  • فى رفع بخور عشية وباكر ، يمسك الكاهن صليب عليه 3 شمعات وهو يقول : يصلى ” افنوتى ناى نان ” يا الله ارحمنا اشارة الى ان الذى مات على الصليب هو نور العالم وهو واحد مع الثالوث.
  • عند تقديم الحمل يمسك الشماس الشمعة معلنا ان المقدم هو نور ونار ليختبر بهما الكاهن قارورة الخمر.
  • يوجد شمعدانان على المذبح اشارة الى ملاكى القيامة حيث ظهرا فى قبره وكان واحد عند الرأس والثانى عند الرجلين. 
  • عند قراءة الانجيل توقد الشموع لان كلام الله ” سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى ” (مز 119 : 105).
  • تضاء الشموع عند مسح الصينية ليسهل للكاهن عملية التنظيف حتى تكون الصينية خالية من الجواهر المقدسة.
  • فى نهاية القداس يرفع الشماس اللفافة على شكل صليب وبيده اليمنى الصليب المقدس وفى يده اليسرى الشمعة مضيئة ويستر وجهه على مثال السيرافيم الذين يغطون وجوههم من بهاء مجد الله ويتلو الاعتراف. 
  • اثناء التناول يسير الشماس امام الذبيحة بشمعة مضيئة. 
  • فى ليلة ابو غلامسيس عند قراءة سفر الرؤيا تضاء سبع شمعات اشارة الى مناير السبع كنائس المذكورة فى سفر الرؤيا.
  • تمثل رتبة الاسقف الرئاسة العليا للكهنوت لذا فهو يستقبل بالشموع عند دخوله الكنيسة.
  • يوضع فى صدر الهيكل امام بابه شمعدانان كبيران يشيران الى شريعتى العهد القديم والجديد كما يشيران الى وجود موسى وايليا وقت تجلى ربنا يسوع.

البخور فى الكنيسة

اولا البخور فى الكتاب المقدس:

  1. نوح:بنى مذبحا واصعد محرقات شكر لله بعد النجاة من الطوفان ” فتنسم الرب رائحة الرضا ” ( تك 8: 21). وقد كان اول اشارة للبخور فى تاريخ الانسان فى عهد نوح حيث صاحب تقديم الذبيحة رائحة عطرة من ادهان الذبيحة ودخان حريقها اشتمه الرب كرائحة بهور يرضى عنها.
  2. موسى النبى: امره الله بعمل مذبحا للبخور فى القدس داخل خيمة الاجتماع بمواصفات خاصة ” تصنع مذبحا لايقاد البخور … تغشيه بذهب نقى سطحه وحيطانه جواليه وقرونه … وتصنع له اكليلا من ذهب حواليه فيوقد عليه هرون بخورا عطرا كل صباح.

    فى العشية يوقده بهورا دائما امام الرب فى اجيالكم”. (خر 30: 1- 10). ثم اعطاه الله مواصفات خاصة لمادة البخور ” خذ لك اعطارا ميعة واظفارا وقته عطرة ولبانا نقيا تكون اجزاء متساوية فتصنعها بخورا عطرا صنعة العطار مملحا نقيا مقدسا وتسحق منه ناعما وتجعل منه قدام الشهادة فى خيمة الاجتماع حيث اجتمع بك ” (خر 30 : 34 – 36 ).واستمر الوضع هكذا فى الهيكل ايضا بعد بنائه فى عهد سليمان الحكيم.
  3. ملاخى النبى:تنبأ بأن البخور سيقدم فى كل مكان لاسم الرب وليس فى اورشليم فقط قائلا:” لانه من مشرق الشمس الى مغربها اسمى عظيم بين الامم وفى كل مكان يقرب لاسمى بخور وتقدمة طاهرة لان اسمى عظيم بين الامم قال رب الجنود” (ملا 1: 11).
  4. المجوس: قدموه ضمن هداياهم لربنا يسوع فى مذود البقر” ثم فتحوا كموزهم وقدموا له هدايا (( ذهبا ولبانا ومرا))” (مت 2: 11). فالذهب رمز لملكوته والمر رمزا لامه اما البخور ( اللبان) اشارة الى الكهنوت.
  5. القديس يوحنا الرائى:شاهد فى رؤيا بخورا فى السماء اذ راى 24 قسيسا فى السماء “ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوؤة بخورا هى صلوات القديسين ” ( رؤ 5: 8 ).وكذلك رأى ملاكا اخر جاء ووقف عند المذبح ومعه مجمرة من ذهب واعطى بخورا كثيرا لكى يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذى امام العرش فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك امام الله ” ( رؤ 8: 3- 4 ).
  6. الشعوب الوثنية:استخدمت البخور فى عبادتها (أر 48: 35). ” وابطل من موآب يقول الرب من يصعد فى مرتفعة من يبخر لالهته ” ونلاحظ ان الله لم يعترض على البخور ولكنه اعترض على التبخير لالهة غريبة اذ استخدمتها الشعوب الوثنية بصورة منحرفة لعبادة مصنوعات يدوية وليس لعبادة الخالق. واما ما يميز البخور الالهى عن البخور الوثنى انه يقدم لاسم الرب وفى بيت الرب.

ثانيا لماذا البخور؟

  1. الشعور بوجود الله: يقترن البخور بوجود الله “ما دام الملك فى مجلسه افاح ناردينى رائحته ” ( نش 1: 12). سحابة البخور تشير الى ان الله محتجب وغير مرئى كما حدث وقت تدشين الهيكل ( 1 مل 8) لذلك عندما ترتفع سحابة البخور فى الكنيسة فانها تنبه اذهاننا الى حضور الله غير المرئى فى وسطنا.يصلى الكاهن فى سر بخور عشية قائلا “ايها المسيح الهنا العظيم المخوف الحقيقى الابن الوحيد كلمة الاب طيب مسكوب هو اسمك القدوس وفى كل مكان يقدم بخور لاسمك القدوس صعيدة طاهرة “.
  2. اشتراك الحواس: تشرك الحواس الانسانية فى العمل الروحانى والتعبد … حيث تنشغل العيون بالايقونات والاذان بالالحان والموسيقى الروحية والانوف برائحة البخور العطرى فيرتفع القلب فى هذا الجو الروحى ليسكن السماويات.
  3. التعبير عن روح الصلاة: يعبر البخور عن روح الصلاة ” لتستقيم صلاتى كالبخور قدامك” ( مز 141 : 2 ).
  4. الارتباط بصلوات القديسين: ” فكلما ارتفع البخور بالكنيسة يرتل الشعب ذكصولوجيات وتسابيح خاصة بالقديسين لنتشارك معا فى الصلاة والتسبيح والفرح بربنا يسوع “. ” من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان وبكل اذرة التاجر”( نش 3: 6).
  5. الاشارة الى التوبة: يرمز البخور الى التطهير من الخطية .. اى التوبة ورائحة القداسة والبر فعندما تذمر الشعب اصيبوا بالوباء قال موسى لهرون “خذ المجمرة واجعل نارا من على المذبح وضع بخورا واذهب بها مسرعا الى الجماعة لان السخط قد خرج من قبل الرب …

    فأخذ هرون كما قال موسى وركض الى وسط الجماعة واذا الوباء قد ابتدأ فى الشعب فوضع البخور وكفر عن الشعب ووقف بين الموتى والاحياء فامتنع الوباء” (عدد 16: 46- 48).لذلك عندما يأخذ الكاهن الشورية ويبخر بها بين الشعب يقف الشعب وينحنى برأسه ويعترف سرا بخطاياه .
  6. الاشتراك مع السمائيين:يدخلنا البخور فى شركة مع السمائيين عندما يرتل الشعب لحن اجيوس قبل اوشية الانجيل وبعد قراءة السنكسار”الكتاب الذى يحوى سير الشهداء والقديسين ” يمسك الكاهن الشورية ويضع بها يد بخور ويقف امام الهيكل يبخر مشاركا بذلك السمائيين فى تسبيحهم وبخورهم كرؤية اشعياء النبى اش 6 الرب جالسا على العرش ومن حوله السيرافيم ينشدون قائلين:” قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملأ كل الارض ” ( أش 6: 3).
  7. الرمز إلى بذل الذات: تعلمنا حبات البخور المحترقة فى النار كخدام بذل الذات لان تقدمة الذات هى اعظم التقدمات “من اضاع حياته من اجلى يجدها ” (مت 10: 39) .. فقد كان القديسون حبات من البخور وضعت فى المجمرة الالهية فاحترقت بمحبة الله فصاروا بالحق رائحة المسيح الذكية “لاننا رائحة المسيح الذكية لله فى الذين يخلصون وفى الذين يهلكون ” (2 كو 2 : 15).
مار افرام السريانى : قد جعلت ذاتى كنيسة للمسيح وقربت له داخلها بخورا وطيبا باتعاب جسدى .

ثالثا من له حق تقديم البخور: 

تقديم البخور فى الكنيسة هو عمل كهنوتى ، لا يجوز للشماس او الشعب ان يقوم به وذلك لقدسية العمل فعندما تجرأ قورح وداثان وابيرام وقدموا بخورا للرب خرجت نار من عند الرب واكلت المئتين والخمسين رجلا الذين قربوا البخور (عد 16: 35).
وقد خصص الله هرون وبنيه لخدمة بيت الرب وتقديم البخور ” تذكارا لبنى اسرائيل لكى لا يقترب رجل اجنبى ليس من نسل هرون ليبخر بخورا امام الرب فيكون مثل قورح وجماعته” (عد 16: 40). ولذلك فالبخور مقدسا للرب” قدس اقداس يكون عندكم والبخور الذى تصنعه على مقادير لا تصنعوا لانفسكم يكون عندك مقدسا للرب كل من صنع مثله ليشمه يقطع من شعبه ” (خر 30 : 36- 38).

ااهلا بك زائرنا الكريم ، نحن نسعد بوجودك في موقعنا

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: