تبسيط الايمان

ما سبب وجودي على الأرض

ليس من شأنك

صورة ليد الله بها الكرة الأرضية

حياة النور المسيحي / ليس من شأنك فإن الهدف من حياتك أعظم كثيرا من مجرد إنجازك الشخصي، أو سلام ذهنك، أو حتى سعادتك. بل انه أعظم جدا من عائلتك، أو مجال عملك، أو حتى احلامك و طموحاتك الجامحة. فإن أردت ان تعرف لماذا وضعت على هذا الكوكب، عليك أن تبدأ مع الله فقد ولدت بقصد منه ومن اجل هدف له. إن البحث عن هدف للحياة قد حير الناس على مدى ألاف السنين، و ذلك لأننا نبدأ عادة من نقطة البداية الخاطئة – و هي أنفسنا. إننا نطرح أسئلة متمركزة حول الذات مثل ماذا أريد ان أكون؟ ماذا يجب عليًّ أن افعل بحياتي؟ ما هي أهدافي و طموحاتي و احلامي للمستقبل؟ لكن التركيز على أنفسنا لن يكشف أبدا الهدف من حياتنا. فليس من شأنك.

 

يذكر الكتاب المقدس ، ” الذي بيده ( الله ) نفس كل حي و روح كل البشر ” .

و على عكس ما تطالعه في الكثير من الكتب المعروفه و الأفلام و الندوات ، فإنك لن تكتشف معنى حياتك عن طريق النظر داخل نفسك ، ربما تكون قد حاولت ذلك بالفعل . إنك لم تخلق نفسك ، لذلك فليس هناك طريقة يمكنك أن تكتشف من خلالها لأي غرض خلقت ! فإن أعطيتك أختراعا لم يسبق لك أن رأيته، فلن تعرف الغرض منه، كما لن يستطيع الأختراع نفسه أن يخبرك بذلك، و إنما الذي يستطيع ذلك هو المخترع أو دليل الإستعمال .

 

 التركيز على أنفسنا لن يكشف أبدا الهدف من حياتنا

في أحدى المرات فقدت طريقي في الجبال ،و عندما توقفت لأسأل عن الإتجاهات إلى موقع المعسكر ، قيل لي،” لا يمكنك الوصول إلى هناك من هذه الناحية. عليك أن تبدأ من الناحية الأخرى للجبل !” بنفس الطريقة ، لن يمكنك الوصول إلى هدف حياتك عن طريق البدء بالتركيز على نفسك ، و إنما يجب عليك أن تبدأ مع الله خالقك . إنك موجود فقط لأن الله يرغب في وجودك . لقد خلقت بواسطة الله و لأجل الله – و لن يصبح للحياة معنى إطلاقا ما لم تدرك ذلك .

 

إننا نكتشف فقط من خلال الله أصلنا، و هويتنا، و معنى حياتنا، و قصدها، و مغزاها، و مصيرها.  أما سائر السبل الأخرى فإنها تؤدي إلى طريق مسدود .

 

يحاول الكثيرون استخدام الله من أجل تحقيق ذواتهم ، مع أن ذلك عكس الطبيعة و هو أمر محكوم عليه بالفشل . لقد خلقت من أجل الله ، و ليس العكس ، كما أن الحياة تتلخص في ان تدع الله يستخدمك لأجل مقاصده ، و ليس أن تستخدمه أنت من أجل قصدك الخاص . 

صورة يشع فيها النور من يدي الله

يقول الكتاب المقدس،” لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة و سلام “

و في الترجمة الإنجليزية تفيد في المعنى ” أن الأهتمام الزائد بالذات في هذه الأمور هو طريق مسدود ؛ لكن الإنتباه إلى الله يقودنا إلى الرحب،إلى الحياة الحرة و الفسيحة “.

 

لقد قرأت العديد من الكتب التي تقترح طرقا لإكتشاف هدف للحياة . لكن يمكن أن تصنف جميعها على أنها كتب ” لمساعدة النفس ” ، و ذلك لأنها تعالج الموضوع من وجهة نظر متمركزة حول الذات. إن كتب مساعدة النفس، حتى المسيحي منها، تقدم غالبا نفس الخطوات المرتقبة لإيجاد هدف للحياة : فكِّر في أحلامك. وضح قيمك . 

 

ضع بعض الأهداف. تصور ما هي الأشياء التي تجيدها. ضع أهدافا عالية. اسع إلى تحقيقها ! كان منضبطا. صدق أنك تستطيع تحقيق أهدافك. شارك أخرين.لا تستسلم أبدا.

 

تقود هذه التوصيات بالطبع إلى نجاح عظيم في أغلب الأحوال. إذ يمكنك عادة أن تنجح في تحقيق هدف عندم تكرس جهدك له.لكن النجاح يختلف تماما عند معرفة هدف الحياة!

 

إذ يمكنك أن تحقق كل أهدافك الشخصية و ان تتحول حياتك إلى نجاح هائل بمقياس العالم لكنك لا تزال تفتقد الأهداف التي خلقك الله لأجلها. لذلك هناك أحتياج لما هو أكثر من نصيحة للمساعدة الذاتية. يقول الكتاب المقدس، ” فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها . ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها” و في الترجمة الإنجليزية تفيد في المعنى ” إن مساعدة النفس ليست مساعدة على الإطلاق. لكن التضحية بالذات هي الطريقة ، طريقتي ، لإيجاد نفسك ، نفسك الحقيقية “. 

 

ليس هذا كتابا للمساعدة الذاتية. إنه لا يختص بإيجاد مجال العمل المناسب ، أو تحقيق أحلامك ، أو التخطيط لحياتك. إنه لا يختص بكيفية حشر المزيد من الأنشطة في جدول أعمالك المزدحم. بل إنه في الحقيقة سوف يعلمك كيف تقلل مما تعمله في الحياة – و ذلك عن طريق التركيز على ما هو هام فقط. إنه يختص بأن تصبح ما أرادك الله أن تكونه.

 

لقد خلقت من الله و لأجل الله و لن يصبح للحياة معنى إطلاقا ما لم تدرك ذلك. 

كيف إذن تكشف الهدف الذي خُلقت من أجله؟

ليس لديك سوى اختيارين. أختيارك الأول هو التخمين، و هذا هو ما يختاره أغلبية الناس. إنهم يحزرون و يخمنون.عندما يقول الناس”لقد تخيلت دائما أن الحياة هي ..”  فإنهم يَعنون أن ” ذلك أفضل تخمين توصلت إليه”.
لقد ناقش فلاسفة لامعون معنى الحياة على مدى ألاف السنين و تأملوا فيه. فالفلسفة مجال هام و له استخدامه، لكن عندما يتعلق الموضوع بتحديد هدف الحياة فإن ما يقوم به أحكم الفلاسفة لا يتعدى التخمين.
 
كتب الدكتور هيو مورهيد، وهو استاذ الفلسفة بجامعة نورث إيسترن إلينوي في إحدى المرات إلى 250 من أكثر الفلاسفة و العلماء و الكتاب و المفكرين شهرة في العالم يسألهم،”ما هو معنى الحياة ؟” ثم نشر اجاباتهم في كتاب قدم  البعض فيه أفضل تخميناتهم، و البعض اعترفوا أنهم قد صمموا هدفا لحياتهم، و آخرون كانوا صادقين بدرجة كافية ليقولوا إنه ليس لديهم إجابة. بل أن عددا من المفكرين المشهورين سألوا في الحقيقة الأستاذ مورهيد أن يعيد الكتابة إليهم إن كان قد اكتشف هدف الحياة!
 
لحسن الحظ هناك تخمين بديل لتخمين معنى و هدف الحياة، و هو الوحي الروحي. يمكنك ان تلتفت إلى ما اعلنه الله  عن الحياة في كلمته. إن أسهل الطرق لأكتشاف الهدف من اختراع ما، هو سؤال صاحب الإختراع. يصبح ذلك ايضا على اكتشاف الهدف من حياتك : اسأل الله.
 
لم يتركنا الله في الظلام لنتساءل و نخمن، و لكن أعلن بوضوح مقاصده الخمسة لأجل حياتنا من الكتاب المقدس. إنه دليل استخدامنا الذي يشرح لماذا نحيا، و كيف تكون الحياة مجُدية و ما الذي يجب أن نتجنبه و ما الذي نتوقعه في المستقبل.
 
كما أنه يفسر ما لم تتمكن كتب الفلسفة أو المساعدة الذاتية أن تعرفه. يقول الكتاب المقدس” بل نتكلم في حكمة الله في سر. الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا “. و في الترجمة الإنجليزية تفيد في المعنى ” حكمة الله .. تضرب إلى أعماق مقاصده الإلهية .. إنها ليست أحدث رسالة، بل بالحري أقدم رسالة .. إنها الطريقة التي حددها الله ليعلن أفضل ما لديه من خلالنا”.

يبدأ كل شئ من الله

إن الله ليس فقط نقطة البداية لحياتك ؛ إنما هو أصلها. عليك أن تلتفت إلى كلمة الله، و ليس إلى حكمة العالم؛ حتى تكتشف القصد من حياتك. يجب أن تبني حياتك على الحقائق الأبدية و ليس على علم النفس الشائع، أو التشجيع على النجاح، او القصص الإلهامية. و يقول الكتاب المقدس

“الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ”

و في الترجمة الإنجليزية تفيد في المعنى ” إننا في المسيح نكتشف من نحنن و غننا لحياة مجيدة، جزء من القصد الكلي الذي يحققه في كل شيئ و كل شخص” تقدم لنا هذه الآية ثلاث حقائق عن الهدف من حياتك.
  1. إنك تكشف هويتك و قصدك من علاقة مع يسوع المسيح. إن لم تكن لديك مثل تلك العلاقة فسوف أشرح لك فيما بعد كيف تبدأها.
  2. إن الله يفكر فيك منذ و قت طويل قبل أن تفكر فيه، كما أن قصده لحياتك يسبق الحمل بك.لقد خطط له قبل أن توجد، بدون تدخل منك إذ أنه بإمكانك أن تختار مجال عملك، وشريك حياتك، و هويتك، و أجزاء اخرى كثيرة من حياتك لكنك لا تقدر أن تختار قصدك.
  3. إن الهدف من حياتك ينسجم مع هدف كوني أوسع قد صممه الله للأبدية.
 

ااهلا بك زائرنا الكريم ، نحن نسعد بوجودك في موقعنا

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: