ستة أمثلة لإسلوب حياة مُعد الطريق

ستة أمثلة لإسلوب حياة مُعد الطريق
-Iنظرة شاملة على سفر دانيال
دانيال 1: تكريس مرحلة الشباب، رفض المُساومة، الإصرار على أسلوب حياة الصوم فى بابل
دانيال 2: حلم نبوخذنصر الأول – إستقبال كلمة الله وسط الأزمة
دانيال 3: أن تكون شاهداً أميناً (رؤ 13)، النجاة من أتون النار
دانيال 4: حلم نبوخذنصر الثاني – دعوة القادة للبر
دانيال 5: وليمة بلشاصر – سقوط المملكة المفاجئ (سقوط بابل)
دانيال 6: دانيال فى جب الأسود – الخلاص المعجزي للمؤمنين وسط الإضطهاد
II– الإصحاحات الستة الأولى من سفر دانيال: أمثلة للتكريس (دا 1 – 6)
أ- الجزء الأول من سفر دانيال هو جزء تاريخي (الإصحاحات 1 – 6)، فى كل من هذه الإصحاحات الستة الأولى نقرأ حقبة من حقبات حياة دانيال والتى تعطينا صورة عن القيمة وأسلوب الحياة اللتان يدعو الله معدي الطريق لهما. والتي تشتمل على التكريس بقلب كامل، تحمل الإضطهاد والثبات فى الموقف من أجل يسوع ومن أجل كلمة الله، الجرأة فى الكلمة النبوية، حتى أمام السلطات المدنية، كما فعل دانيال حين فسر حلم نبوخذنصر.
ب- الرب يُقيم مُعدين للطريق، والذين سوف يمدون الآخرين بفهم لأهداف وخطة الله، ولفضح الأساليب الخادعة للعدو. فهم الحق أساسي فى إعداد شعب الله، حتى لا يتم خداعهم بسهولة، تشتيتهم، جرحهم، إخافتهم، أو إغراؤهم بالخطية فى وسط التفاعلات الفريدة التى سـتأخذ مكاناً فى ذلك الجيل الذى يعود فيه الرب. بل بالحرى يساعدون شعب الله أن يحيا فى وضوح، سلام، شكر، ثقة، ومحبة مقدسة.
III– دانيال يتبنى أسلوب حياة الصوم – حداثة دانيال
أ- فى حداثة دانيال فى بابل، وأثناء سن المراهقة، رفض دانيال وأصدقاؤه الثلاثة المساومة. ونصبوا أعينهم نحو أن لا يتنجسو بأطايب الملك
“أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ.” (دا 1: 8)
ب- كان تكريسهم للرب من كل القلب كل أيام حياتهم، إبتداء من حداثتهم. تبنوا أسلوب حياة الصيام عن ملذات معينة كانت متاحة فى بابل، ورفضوا المساومة بأن يعيشوا وفقاً للثقافة والعادات البعيدة عن الله السائدة في مجتمعهم اثناء السبي. الإنتصار على ضغط المجتمع للتغير والتشكل هو اكبر التحديات فى كل جيل.
ج- الصوم الكتابي هو الإمتناع عن الطعام من أجل أهداف روحية. إنه ليس مجرد نظام غذائي، ولكنه يتضمن تقليل نوعية وكمية الطعام المتناول وزيادة الوقت مع الرب.
د- بالصيام عن الطعام، نوجه أنفسنا نحو الرب، لتلين قلوبنا وتصبح أكثر حساسية. وبالتالي نتمكن أن نستقبل المزيد من الإعلانات الإلهية.
ه- بإسلوب حياة الصوم، نتبنى روح تكريس أعلى لتوجيه ذواتنا لنستقبل المزيد من الرب. وهذا يشتمل الإمتناع عن ملذات مشروعة ومسموح بها من أجل الهدف وهو التكريس المُركز على الرب، ويشتمل الإمتناع عن الطعام، عن وسائل الإعلام، عن الترفيه، وملذات أخرى مشروعة.
و- دانيال جعل فى قلبه أن يحيا الصوم كأسلوب حياة. حتى أنه رفض أشياء مشروعة من أجل تكريسه للرب. تناول هو وأصدقاؤه الثلاثة القطانى وشربوا الماء. والقطانى فى الترجمات الأصلية يأتى بمعنى ما ينمو من بذور. وعلى هذا فإن القطانى يشتمل على الخضروات، الفاكهة، الحبوب البقول، المكسرات، البذور، الصويا، والأعشاب.
“جَرِّبْ عَبِيدَكَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. فَلْيُعْطُونَا الْقَطَانِيَّ لِنَأْكُلَ وَمَاءً لِنَشْرَبَ.” (دا 1: 12)
ز- أسلوب حياة دانيال يرسم صورة للتكريس الغير معتاد، والذى سيدعو الله أناساً من شعبه ليحيوه فى تلك الساعة. حتى وإن كانت مبادئ وتعاليم الزانية بابل (رؤ 17 – 18) قد بدأت فى البزوغ فى وسط هذا الجيل الباحث عن الملذات. أن نقبل أن نحيا أسلوب حياة الصوم يوجهنا للنمو بصورة أسرع وأعمق فى الله ولإٍستقبال المزيد، مع زيادة الإقتراب من أكثر ساعات التاريخ ظلمة.
ح- صام دانيال ليوجه نفسه ليتقابل أكثر مع الله بأنه إستمر فى الصلاة (9: 3)، اذل نفسه (10: 2)، رفض المساومة (9: 20)، البحث عن إستنارة أكثر فى محبة الله (9: 23، 10: 11، 19) وفى خطته للأيام الأخيرة (7: 16، 8: 15-19، 9: 22-23، 10: 1، 11-14، 11: 33، 35، 12: 4، 9-10)، وللصلاة لمزيد من التدخل الإلهي والإختراق للأهداف الإلهية، بما فيها خطته لأورشليم. (9: 1-3)
ط – التطبيق العملي:الله يدعو البعض لإسلوب حياة الصوم والذى يؤثر على طريقة تعاملهم مع الطعام والملذات.
-IVدانيال 2: إستقبال الكلمة الإلهية وسط الأزمة – تمثال الملك
أ- كما فى أيام دانيال، لا يزال الله يشتهى أن يقيم أصوات نبوية شابة لتتكلم حتى أمام القادة المدنيين. فى العام الثانى لنبوخذ نصر، وبينما كان دانيال فى سن المراهقة، حلم الملك حلماً نبوياً لم يستطع أى أحد أن يقوم بتفسيره. دانيال وأصدقاؤه طلبوا الله وإستقبلوا الإجابة.
“حِينَئِذٍ مَضَى دَانِيآلُ إِلَى بَيْتِهِ، وَأَعْلَمَ حَنَنْيَا وَمِيشَائِيلَ وَعَزَرْيَا أَصْحَابَهُ بِالأَمْرِ، لِيَطْلُبُوا الْمَرَاحِمَ مِنْ قِبَلِ إِلهِ السَّمَاوَاتِ مِنْ جِهَةِ هذَا السِّرِّ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ دَانِيآلُ وَأَصْحَابُهُ مَعَ سَائِرِ حُكَمَاءِ بَابِلَ. حِينَئِذٍ لِدَانِيآلَ كُشِفَ السِّرُّ فِي رُؤْيَا اللَّيْلِ. فَبَارَكَ دَانِيآلُ إِلهَ السَّمَاوَاتِ.” (دا 2: 17-19)
ب- كانت أزمة تلك الساعة أن الملك طلب تفسير حلمه تحت تهديد الموت، ومما زاد الموقف تعقيداً أنه رفض أن يفصح عن حلمه، حتى يستحيل على المُفسر تفسيره بدون معونة إلهية (2: 4-11).
ج- فقط شخص له علاقة شخصية وثيقة مع الله، شخصاً قريباً من قلب الله ويضبط قلبه بحسب الروح القدس، كان يمكن أن يفعل ما طلبه الملك نبوخذنصر.
“سر الرب لخائفيه، وعهده لتعليمهم.”(مز 25: 14)
د- دانيال وأصدقاؤه طلبوا الله، وإستجاب لهم الله إذ أعطى دانيال الحلم وتفسيره (2: 17-19)
هـ – نرى هنا أهمية الأصدقاء المؤمنون لمن يطلبون الله معاً من أجل تدخل نبوي. دانيال لم يصل وحده، بل رجع إلى مجموعتة للشركة، فريق الصلاة النبوية، وطلبوا الرب معاً (2: 17-18).
و- فى وقت الأزمة، تلقى دانيال كلمة إلهية ليعلنها لأعلى سلطة مدنية فى أيامه. واليوم يشتهى الله أصواتاً نبوية شابة تكشف أسرار قلبه وإجاباته فى المواقف العصيبة فى أيامنا هذه. وهو موقف مماثل لما حدث مع يوسف (تك 40- 41).
“وَهكَذَا تَصِيرُ خَفَايَا قَلْبِهِ ظَاهِرَةً. وَهكَذَا يَخِرُّ(غير المؤمن) عَلَى وَجْهِهِ وَيَسْجُدُ للهِ، مُنَادِيًا: أَنَّ اللهَ بِالْحَقِيقَةِ فِيكُمْ.” (1كو 14: 25)
ز- تلك هي مواقف حياة أو موت، والتى لا يمكن حلها إلا عن طريق إستقبال كلمة نبوية إلهية. فى أيامنا هذه قد تكون الأزمة إقتصادية، مثل تصاعد بعض المواقف التى قد تؤدى إلى أن يفقد الكثيرين وظائفهم، والتى لا يمنع حدوثها إلا أن يستقبل أحدهم كلمة نبوية والتى تحمل حلا إلهيا للأزمة. أو قد تكون أزمة إجتماعية تؤدى إلى توتر فى المجتمع، أو مظاهرات وتجمعات غاضبة بالطرق، ولا يتم الحل إلا عن طريق تدخل أحدهم بكلمة نبوية من الله.
ح- فى ذلك الوقت، لم يكن دانيال وأصدقاؤه هم القادة فى بلاط هذا الملك. لم يكونوا أكثر من طلاب تحت التمرين فى أحد مدارسه ليتم إعدادهم أن يلتحقوا بوظائف فى القصر الملكي. واجه دانيال الشاب قادته بثقة وبحكمة (2: 14)، طالبا وقتاً ليطلب الله ليتدخل لحل الأزمة. فى هذه الفترة كانت صلاته أن يعطيه الله تفسيراً لحلم الملك.
ط – عندما دخل دانيال إلى حضرة الملك نراه إستخدم عبارتين ليصف الإله الذى يخدمه: تكلم عن (إله السموات)، و(كاشف الاسرار) (2: 14). فى دخوله للملك، لم يكن دانيال فى مجرد محاولة لينقذ حياته، ولكنه كان على دراية بدوره كسفير عن إله السموات. وفى هذا الموقف بالفعل كشف حلم نبوخذنصر عن مفاتيح أحداث جوهرية فى خطة الله فى تارخ الأمم الذين يأتون من بعده.
ي- بعدما فسر دانيال حلم، خر الملك على وجهه أمام دانيال كدلالة للخضوع، المخافة، والعبادة لإله دانيال. قال يسوع لكنيسة فيلادلفيا أن عدوهم يسجد أمام ارجلهم أعترافا ان الله معهم فى كنيسة الأيام الأخيرة، سيقيم الله أصواتاً نبوية شابة لتقف حتى أمام القادة المدنيين للأمم لتقدم رسالته النبوية لهم. ستتضمن هذه الأصوات نساءاً ورجالاً ممن – مثل دانيال – لهم تاريخاً فى طلب الله من اجل روح الحكمة والإعلان.
“هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ.” (رؤ 3: 9)
ك- عملياً:ينبغى أن نطلب الله من أجل إجاباته فى أوقات الأزمات، وأن نكون على إستعداد أن نشارك القادة المدنيين بها.
V– دانيال 3: أن تكون شاهداً أميناً – مواجهة أتون النار
أ- نرى تكريس الشباب الذين جُربوا بالنار، عندما رفضوا أن يقبلوا المساومة. رفض أصدقاء دانيال الثلاث أن يسجدوا ويقدموا العبادة أمام تمثال نبوخذنصر، حتى عندما تم تهديدهم بالموت. خلصهم الله من أتون النار.
ب- لم يكونوا هنا بعد فى مرحلة المراهقة، بل كانوا رجالاً. كانوا يتولون مراكز قيادية فى الحكومة. أو بكلمات أخرى فقد وقفوا للرب فى مجال العمل. عالمين أن التكلفة قد تكون مراكزهم، مستقبلهم، أو حتى حياتهم. تدخل الله بطريقة معجزية لصالحهم، مخلصاً إياهم من الأزمة – أتون النار. ولكنك قد تواجه أتون النار بطريقة مختلفة تماماً، بأن تتعرض لموقف عصيب إذا ما قررت الوقوف كشاهد أمين للرب.
ج- يدعوا الله شعبه أن يكونوا شهوداً أمناء، بولاء مُطلق لقلب يسوع من أجل الكنيسة، إسرائيل، والأمم. شهادتنا للحق يجب أن تكون واضحة، شجاعة، بلا خوف، وحساسة. الله يقيم أولئك الذين سيكونون شهودا أمناء للحق. (رؤ 12: 11، 17، 19: 10، 20: 4)
“وَسَأُعْطِي لِشَاهِدَيَّ، فَيَتَنَبَّآنِ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا، لاَبِسَيْنِ مُسُوحًا.” (رؤ 11: 3)
“وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ… فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” ( رؤ 12: 11،17)
د- أين كان دانيال؟ هل سجد؟ فى الغالب، كان دانيال فى مدينة كبرى أخرى فى مهمة رسمية. كان دانيال قد ترقى إلى رئيس الإداريين للملك (2: 49)، كان دانيال على دراية بشوشن، عاصمة عيلام، حتى أنه إستطاع أن يميزها فى رؤياه بعدها ببضع سنوات. وهذا يشير إلى أنه قد قضى أوقاتاً طويلة هناك. فيفترض انه كان فى شوشن، أو عاصمة أجنبية أخرى أثناء وقوع هذه الأحداث.
ه- فى الأغلب أنه كان هناك الألاف من الساجدين للتمثال فى المدينة، ولم يكن ممكناً للملك أن يميز غياب شدرخ وميشخ وعبد نغو من المشهد لولا الرجال المغتاظين عليهم، والذين كانوا فى الأغلب مرؤوسيهم، والذين وشوا بهم لدى الملك ليستولوا على مناصبهم. بالرغم من أن الله يرقى أولاده، إلا أنه دائما هناك الذين يحاولون الإيقاع بخدام الرب.
و- أعلن الرجال الثلاث أن إلههم قادر أن ينجيهم، وحتى إن كانت مشيئته أن لا ينجيهم فى هذا الموقف، فإنهم سيظلوا على ولائهم وأمانتهم له. سيقدم كثيرين من خدام إلهنا فى الأيام الأخيرة حياتهم من أجل وقفتهم للرب، ولن يخلصوا من الموت مثلما حدث مع هؤلاء الرجال الثلاث. (رؤ 6: 9 – 11)
“هُوَذَا يُوجَدُ إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. وَإِلاَّ فَلِيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ.” ( دا 3: 17 – 18)
ز- تصور أحداث هذه القصة شدة التصاعد فى الأيام الأخيرة عندما يطلب ضد المسيح من الأمم أن يسجدوا لصورته أو يقتلوا.
“وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحًا لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ، وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ. وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ.” ( رؤ 13: 15 – 17)
ح- عملياً:أن نكون على إستعداد للوقوف للرب يسوع فى المجتمع،و فى مكان العمل أمام السلطات المدنية.
VI– دانيال 4: دعوة القادة للبر – الملك المُخضع
أ- نرى الإتضاع المفاجئ لأقوى القادة فى العالم دائماً على علاقة وثيقة بالكلمة النبوية المعطاة مباشرة لهم. فى الإصحاح الرابع من حياة دانيال، والتى تحدث بعد حوالى 25 سنة من خلاص أصدقاؤه من أتون النار (دانيال 3). كان دانيال حينئذ فى الأربعينات من عمره.
ب- فسر دانيال حلم الملك، وتنبأ أنه سيمر به سبعة سنون وحشية، مما قاده أن يعترف بالإله الواحد الحقيقي قبل عودته للمُلك.
ج- مرة أخرى، لم يستطع أى من حكماء الملك، الذين يعبدون آلهة أخرى، أن يفسروا حلم الملك. دعى الملك دانيال (الذى به روح الآلهة) (دا 4: 8 – 9).
د- سيُخضع الله أعظم الملوك والقادة فى الأيام الأخيرة، فيعترفوا بملكه عليهم، ويحققوا مشيئته فى دائرة سلطانهم.
هـ – ميز دانيال أن الحلم كان دعوة للتوبة، وإنذار بالقضاء. تقديم مثل هذا الإنذار لأقوى رجل بالمملكة شئ له عواقب. إلا ان دانيال كان على ثقة ان تقديم تلك الكلمة النبوية قد تكون فرصة للملك لدرء الخطر بالتوبة (4: 27).
“يَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ وَيُطْعِمُونَكَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ، وَيَبُلُّونَكَ بِنَدَى السَّمَاءِ، فَتَمْضِي عَلَيْكَ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ. وَحَيْثُ أَمَرُوا بِتَرْكِ سَاقِ أُصُولِ الشَّجَرَةِ، فَإِنَّ مَمْلَكَتَكَ تَثْبُتُ لَكَ عِنْدَمَا تَعْلَمُ أَنَّ السَّمَاءَ سُلْطَانٌ. لِذلِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، فَلْتَكُنْ مَشُورَتِي مَقْبُولَةً لَدَيْكَ، وَفَارِقْ خَطَايَاكَ بِالْبِرِّ وَآثَامَكَ بِالرَّحْمَةِ لِلْمَسَاكِينِ، لَعَلَّهُ يُطَالُ اطْمِئْنَانُكَ.”
(دا 4: 25 – 27)
و- حذر دانيال الملك أنه إن لم يتوب عن خطاياه سيُذل.
ز- لم يتب نبوخذنصر، وبعد ذلك بحوالى سنة، أخذ يتأمل إنجازاته ويعدد نجاحاته ويعزى ذلك إلى فضل قوته، مما أسفر عن دخوله فى حقبة من سبع سنوات أذله الله خلالها، فى رحمته، إذ أعطاه قبلها سنة كاملة ليتوب ( 4: 29)
“وَأَعْطَيْتُهَا ( المرأة إيزابل) زَمَانًا لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ. هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ.” (رؤ 2: 21 – 22)
ح- بعد سبع سنوات من الجنون وفقدان المكانة، أخيرا تاب نبوخذنصر
ط – سيقيم الله معدى الطريق الذين سيدعون القيادة للتوبة قبل أن يذلهم الله بقضاؤه وتأديبه.
ي- فى الأيام الأخيرة سيستخدم الله خدامه ليتنبؤوا لقادة مختلفين بطرقه. سيتدخل بصورة مفاجئة فى حياتهم ليُخضعهم. سيتطلب ذلك شجاعة من خدام الرب ليدعو القادة للتوبة.
ك- سيُخضع يسوع قادة الأمم الذين يرفضون التوبة ( إش 2: 11- 18، 10: 12، 25: 26)
ل- عملياً:أن تكون على إستعداد أن تتكلم للقادة المدنيين بشأن أموراً شخصية فى حياتهم.
VII– دانيال 5: السقوط المفاجئ للحكومة – وليمة بلشاصر
أ- هذه الحادثة الخامسة تقع أحداثها فى العقد الثامن من حياة دانيال. تبدأ الأحداث عندما أقام الملك بلشاصر وليمة ملكية، حيث دنس الآنية التى إستخدمها سليمان قبلاًفى الهيكل.
ب- حينما كانت بابل أعظم الممالك فى الأرض، تنبأ دانيال بإنهيارها المفاجئ. فقد حذر القائد الوطنى للأمة أن مملكتهم قد إنتهت، وأنها سريعا ما تنقسم وًتُدفع لفارس.
“بَلْ تَعَظَّمْتَ عَلَى رَبِّ السَّمَاءِ … أَحْصَى اللهُ مَلَكُوتَكَ وَأَنْهَاهُ … قُسِمَتْ مَمْلَكَتُكَ وَأُعْطِيَتْ لِمَادِي وَفَارِسَ.” (دا 5: 23-28)
ج- أصدر الله قَضاءاً مباغتاً ضد الملك ومملكته بواسطة كتابة معجزية على حائط القصر. وفى الليلة ذاتها، فى شهر أكتوبر عام 539 قبل الميلاد، سقطت بابل فى يد فارس، ومات بلشاصر.
د- لم يكن بلشاصر ورجال بلاطه يدنسون آنية الهيكل فقط بإستخدامها خارج إطار العبادة، وإنما كانوا أيضا يعلنون تفوق الآلهة التى يعبدونها ( 5: 4). إلا أنها لم تكن قوة آلهتم التى أسقطت أورشليم فى أيديهم، وإنما قضاء الله على شعبه بأن سلمهم لأيدى جيش بابل.
ه- فى ذلك الوقت يظهر الله أن هو من “ينصب الملوك ويسقطهم” (دانيال: 2: 21)، وهوالذى يفعل كما يشاء فى سكان الأرض (4: 35) كما إختبر نبوخذنصر.
و- حينما جاء دانيال أمام بلشاصر لم يكتف بترجمة الرسالة المكتوبة على الجدار، وإنما أعطى الملك موجزاً عن كيف أذل الله نبوخذنصر، وذكٌر بلشاصر أنه يعلم القصة بالكامل فأوضح كيف أن رحمة الله أمهلته وقتاً أكثر من كاف قبل إنزال القضاء
“وَأَنْتَ يَا بَيْلْشَاصَّرُ ابْنَهُ لَمْ تَضَعْ قَلْبَكَ، مَعَ أَنَّكَ عَرَفْتَ كُلَّ هذَا …” (دا 5: 22-23)
ز- هذا الحدث التاريخي وسقوط وهزيمة الملك الشرير وكل مملكته ما هو إلا ظل لما سيأتي عند السقوط المفاجئ للزانية بابل.
“وَسَيَبْكِي وَيَنُوحُ عَلَيْهَا مُلُوكُ الأَرْضِ، الَّذِينَ زَنَوْا وَتَنَعَّمُوا مَعَهَا، حِينَمَا يَنْظُرُونَ دُخَانَ حَرِيقِهَا، وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ لأَجْلِ خَوْفِ عَذَابِهَا، قَائِلِينَ: وَيْلٌ! وَيْلٌ! الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ بَابِلُ! الْمَدِينَةُ الْقَوِيَّةُ! لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ جَاءَتْ دَيْنُونَتُكِ.”(رؤ 18: 9-10)
ح- مثلما كان بلشاصر فى قمة مجده وإحتفاله، وسقط فى ساعة واحدة (5: 1-4) كذلك ستكون الزانية فى قمة مجدها، سلامها، وقوتها قبيل سقوطها المفاجئ.
“لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ خَرِبَ غِنىً مِثْلُ هذَا… وَأَلْقَوْا تُرَابًا عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَصَرَخُوا بَاكِينَ وَنَائِحِينَ قَائِلِينَ: وَيْلٌ! وَيْلٌ! الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، الَّتِي فِيهَا اسْتَغْنَى جَمِيعُ الَّذِينَ لَهُمْ سُفُنٌ فِي الْبَحْرِ مِنْ نَفَائِسِهَا! لأَنَّهَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ خَرِبَتْ!” (رؤ 18: 1-18)
ط – عملياً:أن نكون على إستعداد أن نتكلم مع القادة المدنيين بشأن امور الأمة
VIII– دانيال 6: الإضطهاد والنجاة – مواجهة جب الأسود
أ- دانيال 6 يوضح الثمن الباهظ للطاعة، فى مواجهة الإضطهاد وتهديد السجن والموت. تلك الطاعة المتناهية والإيمان نتج عنهما خلاص معجزى. فقد أُنقذ دانيال من ذات الأفواه الجائعة للاسود.
ب- فى تلك المرحلة كان دانيال فى الثمانينات من عمره، بعد سقوط بلشاصر وأثناء مُلك داريوس (الذى كان تحت الملك كورش). داريوس كان قد أقام دانيال واحداً من ثلاث قيادات عليا فى مملكته، مما ينم عن غيرة القادة الفرس الآخرين. ولذا إقترحوا قانوناً جديداً، والذى أقره الملك، والذى نتج عنه منع دانيال من الصلاة لإله إسرائيل.
ج- كانوا قد أعدوا شركا لدانيال، عالمين أنه لن يتراجع أبداً عن وقت الشركة والعبادة وعن إلتزامه بالصلاة. بقى دانيال على أمانته على حياة الصلاة، عالماً أن هذا القانون الجديد ماهو إلا مؤامرة محاكة له بسبب غيرتهم. تكريس دانيال فى هذا الموقف ما هو إلا تعبيراً عن إلتزامه على مدى حياته بالصلاة.
“فَلَمَّا عَلِمَ دَانِيآلُ بِإِمْضَاءِ الْكِتَابَةِ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ، وَكُواهُ مَفْتُوحَةٌ فِي عُلِّيَّتِهِ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَصَلَّى وَحَمَدَ قُدَّامَ إِلهِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ.” (دا 6: 10)
د- كان دانيال قد صمم فى قلبه دائماً على طاعة الله. وقد تم إمتحان هذا التصميم مرة ثانية. وإستمر دانيال فى عادة صلاته اليومية بأمانة، مما نتج عنه وجوب إلقاؤه فى جب الأسود. إلا أن الرب تدخل بطريقة معجزية وخلصه من هذا الإضطهاد. كانت هذه نقطة تحول سريع فى مصير معارضى دانيال، والذين تم إلقاؤهم فى ذات جب الأسود الذى أعدوه لدانيال.
ه- نتيجة شهادة دانيال وتخليص الله إياه أن إسم الرب تعظم وسط الأمم بواسطة الملك داريوس (6: 25-27). دائما ما تكون أهداف الله أن يعلى إسمه.
و- أوصى الملك داود واضعى القوانين فى آخر الأيام ألا يضعوا قوانين وأحكام ضد طرق الله وأن لا يرفضوا أن يعطوا الجلال لمُلكه (مز 2: 25-27). المؤمنون فى آخر الأيام سيواجهون قوانين رسمية معدة لتمنعهم من عبادة الرب.
ز- مثل دانيال، سنحتاج أن نتخذ قراراً. هل سنطيع الناس أم الله، عندما يكون القانون البشري واضحاً ضد تعاليم الله؟ ولكن أكثر من هذا، هل سنقف علناً من أجل الإيمان؟ كان يمكن لدانيال أن يصلى فى السر. كان يمكنه أن يرقد على سريره بالليل ويصلى وعيناه مغلقتان، ولم يكن لأحد أن يعلم أو يتهمه بكسر القانون. ولكنه بدلاً من ذلك، إتبع عادته اليومية، مصلياً أمام النافذة التى تواجه أورشليم، رافعاً يديه إلى الرب. مؤمنوا آخر الأيام سيواجهون نفس السؤال، إن كانوا سيكونون على إستعداد أن تعلن هويتهم كمؤمنين أمام الجميع، عندما يكون هذا الإعلان مكلفاً أو شائناً.
ح- عملياً:أن نكون على إستعداد أن نقف مع يسوع فى مجال العمل وأمام القيادات المدنية.
ط – الموجز: نرى ستة أمثلة: واحدا هو أسلوب حياة الصوم (دا 1)، إثنين أن نقف للرب أمام المجتمع، عالمين آن ذلك قد يكلفنا عملنا أو حياتنا (دا 3، 6) وثلاثة عن التحدث بكلام نبوي مع القيادات المدنية ( دا 2، 4، 5).