قيام و سقوط ضد المسيح – الخطوط العريضة لدنيال 7: 15- 28

موقع حياة النور المسيحي / قيام وسقوط ضد المسيح (دا 7: 15- 28)
-Iالخطوط العريضة لدانيال 7: 15- 28
أ- تفسير ملاك للرؤيا (دا 7: 15- 28)
1. التفسير (الجزء 1): النصر مؤكد (7: 15- 18)
° رد فعل دانيال للرؤيا (7: 15)
° سؤال دانيال الأول (7: 16)
° تفسير الوحوش الأربعة (7: 17)
° القديسون حكام العالم (7: 18)
2. التفسير (الجزء 2): الإعداد للحكم من خلال الإستشهاد (7: 19- 22)
° سؤال دانيال الثاني (7: 19- 20)
° السماح لضد المسيح بقتل القديسين (7: 21)
° يقلب الله فجأة كل الأمور (7: 22)
3. التفسير (الجزء 3): الوحش الرابع، 10 قرون، والقرن الصغير (7: 23- 27)
° الوحش الرابع (7: 23)
° القرون الـ 10 (10 ملوك) (7: 24)
° القرن الصغير (ضد المسيح) (7: 24- 25)
° دمار ضد المسيح (7: 26)
° مملكة الله يحكمها القديسون للأبد (7: 27)
4. رد فعل دانيال (7: 28)
-IIمراجعة الرؤيا الأولى لدانيال (دا 7: 1- 14)
أ- لقد رأى دانيال للتو رؤيا كان فيها القديم الأيام جالساً على عرش القوة (7: 9- 10)، وكذلك إنتصار إبن الإنسان وتسلمه قيادة الأرض للأبد (7: 13- 14) وأيضاً هزيمة ضد المسيح المُنكرة (7: 11- 12)، إلا أنه كان مضطرباً بعمق مما رأى حتى أنه سَجَّل وذكر رد فعله المضطرب هذا مرتين (7: 15، 28). يخبرنا دانيال 7: 15- 28 عن سبب إضطرابه.
ب- ساعد ملاك دانيال ليفهم الرؤيا (7: 16- 27). لقد سأل مرتين عن معلومات خاصة بالرؤيا (7: 16، 19). كان تفسير الملاك من ثلاثة أجزاء (7: 17- 27) – إجابة لفظية (7: 17- 18)، ورؤيا قصيرة (7: 21- 22)، ثم إجابة لفظية أخرى (7: 23- 27).
ج- أولاً:سأل دانيال عن “الحقيقة” فى الرؤيا بشكل عام (7: 16). أخبره الملاك عن الحيوانات الأربعة الهائلة (7: 17)، مؤكداً له أن القديسين سيكونون منتصرين، وليس الوحوش (7: 18).
د- ثانياً: سأل دانيال عن حقيقة الحيوان الرابع، والذى كان مختلفاً تماماً عن الباقين، فى كونه مرعباً لأقصى درجة؛ وسأل عن القرون العشرة، والقرن الصغير (7: 19- 20).
1. أجابه الملاك، فأراه رؤيا قصيرة (7: 21- 22) وتبعها بشرح وتفسير (7: 23- 27). فى الرؤيا القصيرة أراه أن ضد المسيح سيُسمح له بقتل القديسين (7: 21)، ثم أكد له على إنتصار القديسين (7: 22).
2. ثم قدم الملاك شرح أكثر عن الحيوان الرابع، مؤكِداً مرة أخرى عن مدى إختلافه (7: 23)، وعن القرون العشرة (7: 24) والقرن الصغير (7: 24- 25). ثم مرة ثانية يؤكد لدانيال على إنتصار القديسين (7: 26- 27).
-III رد فعل دانيال على الرؤيا (دا 7: 15)
أ- حزن دانيال واضطرب بسبب قوة الحيوان الرابع، وعنفه، وعجرفته (7: 15).
“أَمَّا أَنَا دَانِيآلَ فَحَزِنَتْ رُوحِي فِي وَسَطِ جِسْمِي وَأَفْزَعَتْنِي رُؤَى رَأْسِي.” (دا 7: 15)
1. حزنت: لقد تألم دانيال فى قلبه بسبب حقيقة ضد المسيح. لقد تركت الرؤيا دانيال فى حالة من الحزن الشديد الذى أثر على نفسه وجسده.
2. أفزعتنى: لقد تحير دانيال ذهنياً حين سعى للوصول لفهم أكبر. فى نهاية الرؤيا، وصف دانيال مرة ثانية حجم إضطرابه الشديد (7: 28).
“… فَأَفْكَارِي أَفْزَعَتْنِي كَثِيراً وَتَغَيَّرَتْ عَلَيَّ هَيْئَتِي …” (دا 7: 28)
3. اقد رأى دانيال للتو رؤيا لعرش الله (7: 9- 10)، وإنتصار يسوع (7: 13- 14) وهزيمة ضد المسيح (7: 11- 12)، لكنه كان مضطرباً بعمق مما رأى.
4. ماذا أزعج دانيال؟ أعتقد أنه شدة إمبراطورية الوحش، التى كانت مرعبة، وفظيعة، وفائقة القوة، ومختلفة كليةً عن باقى الإمبراطوريات (7: 7).
5. إذا لم نضطرب بسبب ما شارك به دانيال عن ضد المسيح وإمبراطوريته، فهذا يعنى أننا لم نفهم بعد ما رآه.
-IVالسؤال الأول: النصر أكيد (دا7: 16- 18)
أ- سؤال دانيال الأول (7: 16): سأل ليعرف الحقيقة، أو المدلول الكامل للرؤيا.
“فَاقْتَرَبْتُ إِلَى وَاحِدٍ مِنَ الْوُقُوفِ (ملاك)وَطَلَبْتُ مِنْهُ الْحَقِيقَةَ فِي كُلِّ هَذَا. فَأَخْبَرَنِي وَعَرَّفَنِي تَفْسِيرَ الأُمُورِ” (دا 7: 16)
ب- ركز الجزء الأول من تفسير الملاك على كينونة الحيوانات الأربعة الهائلة (7: 17) وحقيقة أن إنتصار القديسين مؤكد (7: 18).
“هَؤُلاَءِ الْحَيَوَانَاتُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ هِيَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ عَلَى الأَرْضِ. أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.” (دا 7: 17- 18)
ج- لقد بدأ الملاك بإعطاء إجابة واسعة قائلاً أن الخلاصة هى “إنها معركة سيادة” أى قوة ستفوز؟ ستقوم أربع ممالك من البشرية الفاسدة فى محاولة لسيطرة على الأرض، لكن فى النهاية، سيأخذها الله منهم ويعطيها للقديسين للأبد.
د- قال الملاك أن الحيوانات الأربعة هى أربعة ملوك (7: 17). ثم بعد هذا، وَسَّع الملاك إجابته بالقول أن الحيوانات الأربعة ليست فقط أربعة أشخاص (ملوك)، لكن ممالك وإمبراطوريات (7: 23). من هؤلاء الملوك؟ أكثر الملوك البارزين ربما: نبوخذنصر (بابل)، كورش (مادى وفارس)، الإسكندر الأكبر (اليونان)، وضد المسيح.
ه- ستخرج هذه الممالك من الأرض (7: 17)، بدلاً من خروجها من البحر كما قيل فى 7: 3. يوصف النبي الكذاب بأنه “خارج من الأرض” (رؤ 13: 11)، لكن ضد المسيح “يخرج من البحر” (رؤ 13: 1). تُشير الأرض للبشرية الساقطة.
“كُنْتُ أَرَى فِي رُؤْيَايَ لَيْلاً … وَصَعِدَ مِنَ الْبَحْرِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ عَظِيمَةٍ …” (دا 7: 2- 3)
“ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشاً آخَرَ طَالِعاً مِنَ الأَرْضِ …” (رؤ 13: 11)
“ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشاً طَالِعاً مِنَ الْبَحْرِ …” (رؤ 13: 1)
و- إن إنتصار القديسين مؤكد (7: 18). سيحل القديسون محل الحكام الأشرار فى حكم الأرض. سيحكمون على كل دائرة من دوائر المُجتمع فى المُلك الألفي. سيحكمون الأرض للأبد. رؤية حكمنا الأبدي مع يسوع يؤثر فى رؤيتنا لأعمالنا وتضحياتنا الآن.
“وَجَعَلْتَنَا لِإِلَهِنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ.” (رؤ 5: 10)
-Vالسؤال الثانى: الحيوان الرابع، 10 قرون، القرن الآخر (دا 7: 19- 20)
أ- سؤال دانيال الثانd (7: 19- 20) من ثلاثة أجزاء. أراد أن يعرف الحقيقة، أو التداعيات الكاملة، للوحش الرابع، وخاصة سبب إختلافه عن الآخرين، وأن يعرف مردود هذا على إسرائيل؛ حيث أنه فائق الرعب (7: 19). ثم بعد هذا سأل عن القرون الـ 10، وأخيراً سأل عن القرن الصغير (7: 20).
“حِينَئِذٍ رُمْتُ الْحَقِيقَةَ[التداعيات] مِنْ جِهَةِ الْحَيَوَانِ الرَّابِعِ الَّذِي كَانَ مُخَالِفاً لِكُلِّهَا وَهَائِلاً جِدّاً وَأَسْنَانُهُ مِنْ حَدِيدٍ وَأَظْفَارُهُ مِنْ نُحَاسٍ وَقَدْ أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ وَعَنِ الْقُرُونِ الْعَشَرَةِ الَّتِي بِرَأْسِهِ [تحالف من 10 أمم] وَعَنِ الآخَرِ [ضد المسيح] الَّذِي طَلَعَ فَسَقَطَتْ قُدَّامَهُ ثَلاَثَةٌ [ثلاثة ملوك يُقتلون]. وَهَذَا الْقَرْنُ لَهُ عُيُونٌ [ذكاء معجزى خارق] وَفَمٌ مُتَكَلِّمٌ بِعَظَائِمَ وَمَنْظَرُهُ أَشَدُّ مِنْ رُفَقَائِهِ.” (دا 7: 19- 20)
1. يمكننا أن نصل إلى فهمٍ أفضل بمقارنة الأعداد 19- 20 لما رآه دانيال قبلاً فى رؤياه عن الحيوان الرابع والقرون الـ 10، والقرن الآخر (7: 7- 8).
“وَإِذَا بِحَيَوَانٍ رَابِعٍ هَائِلٍ وَقَوِيٍّ وَشَدِيدٍ جِدّاً وَلَهُ أَسْنَانٌ مِنْ حَدِيدٍ كَبِيرَةٌ. أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ. وَكَانَ مُخَالِفاً لِكُلِّ الْحَيَوَانَاتِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. وَلَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ. كُنْتُ مُتَأَمِّلاً بِالْقُرُونِ وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ وَإِذَا بِعُيُونٍ كَعُيُونِ الإِنْسَانِ فِي هَذَا الْقَرْنِ وَفَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ.” (دا 7: 7- 8)
2. نحن نُقارن النصوص بالنصوص للوصول لفهمٍ أوضح لجزء مُعين وبصيرة للمعنى الشامل لمقاصد الله.
ب- وحشٌ رابع: كانت الإمبراطورية الرومانية القديمة ظلالاً نبوية، أو صورة لإمبراطورية ضد المسيح في آخر الأيام المكونة من إتحاد 10 دول (رؤ 17: 12- 13).
1. مُخالفاً لكل الحيوانات الأخرى: وجود القرن الصغير الذى تمتلكه أرواح الشر بالكامل، يجعل الوحش مختلف تماماً. سيتقوى ضد المسيح بقوة شيطانية. يؤكد دانيال أربع مرات على أن ضد المسيح سيختلف عن كل الممالك الأخرى (7: 7، 19، 23، 24). هذه التفصيلة هامة ولا يمكن التغاضي عنها.
“وَأَعْطَاهُ [لضد المسيح] التِّنِّينُ[إبليس] قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَاناً عَظِيماً …” (رؤ 13: 2)
“الَّذِي مَجِيئُهُ [ضد المسيح] بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ،وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ …” (2تس 2: 9- 10)
2. هائل ومرعب: فى جزء سابق، وصفه دانيال على أنه مرعب، رهيب، وأقوى الكل (7: 7). لقد إضطرب بشدة بسبب رعب هذا الوحش (7: 15، 28).
3. أسنان من حديد وأظفار من نحاس: فى جزء سابق، وصفه دانيال على أنه له أسنان ضخمة من حديد (7: 7). الأسنان الحديدية تعنى قدرته على سحق أى شئ – لا يوقفه شئ. الأسنان الكبيرة، أو الهائلة، تُعادل الساقين الحديديتين فى التمثال (2: 33، 40- 41)، مؤكداً على قوته التدميرية الهائلة.
4. أكل وسحق وداس الباقى برجليه: هذا يعني الإستمرارية فى سحق الأمم بعد هزيمتها. لن يُظهر ضد المسيح أى رحمة أو طيبة من نحو هؤلاء الذين سيهزمهم ويقهرهم؛ فهو متحجر القلب وشرس، وسيسحق ويدوس كل شيئ لم يكن قد تدمر فى البداية بفعل الهجمات العسكرية الشرسة.
5. عشر قرون على رأسه: تحالف مكون من 10 أمم، سينضم لضد المسيح. الـ 10 أمم فى آخر الأيام يُرمز لها هنا بالـ 10 قرون؛ فى دانيال2، نراها فى الـ 10 أصابع فى القدمين (2: 41- 42؛ 7: 7، 20، 24؛ رؤ 12: 3؛ 13: 1؛ 17: 3، 7، 12، 16).
6. القرن الآخر: هذا هو القرن الصغير المذكور فى عدد 7. وهو ضد المسيح. سيكون قائداً سياسياً، يبدأ “صغيراً”، أو بدائرة صغيرة للسلطان والنفوذ. حقيقة أن القرن الصغير ذُكر أربع مرات فى الرؤيا (7: 8، 11، 20، 21) تدل على أهمية هذه التفصيلة. القرن الصغير فى دانيال 7 هو نفس القرن الصغير فى دانيال 8: 9، وهو أيضاً الشخص المحتقر فى دانيال 11: 21.
7. القرن الذى له عيون: وصفه دانيال فى جزء سابق، بأنه له عيون مثل إنسان (7: 7). وهى تُشير لذكاء ومعرفة عظيمة.
8. فم يتكلم بعظائم: سيتكلم ضد المسيح بكبرياء وعجرفة. ستتسبب كلماته المتعجرفة فى خلق خوف (تهديدات) و/ أو تَرَقُب (وعود كاذبة) فى الأمم. تم التأكيد على كلام الكبرياء أربع مرات فى الرؤيا (7: 8، 11، 20، 25).
“ الْمَلِكُ … يَتَكَلَّمُ بِأُمُورٍ عَجِيبَةٍ [تجديفات] عَلَى إِلَهِ الآلِهَةِ …” (دا 11: 36)
9. سقط أمامه ثلاثة: ثلاثة من الـ 10 ملوك سيُقتلون على يد ضد المسيح ليغتصب السُلطة منهم (7: 8، 24). فى وقت سابق، وصف دانيال القرون الثلاثة بأنها قد “إقتُلِعَت” من جذورها (7: 8)، أى أنهم سيُقتلون فى إنقلاب عنيف.
10. الذى طلع: فى البداية سيطلع ضد المسيح “بينها” (7: 8) على أنه ند لهم، ثم سيكون “بعدهم” (7: 24) بأن يسيطر على تحالف الأمم العشرة وأحد وسائله سيكون بقتل الملوك الثلاثة الأبرز بينهم.
· سيقود ضد المسيح إنقلاب عنيف على السُلطة الحاكمة، مطالباً بالسيطرة التامة على تحالف الأمم العشرة.
· عندما يُقتل قادة العالم الثلاثة هؤلاء؛ سترى الكنيسة هذا على أنه علامة نبوية للأزمنة، عالمةً أن ضد المسيح سيظهر فى القريب العاجل على مسرح العالم.
· مملكة الوحش لها ثلاث مراحل: أولاً: الإمبراطورية القديمة، ثم تحالف آخر الأيام المكون من 10 ملوك، وأخيراً ديكتاتورية ضد المسيح بعد أن يسيطر على تحالف الأمم العشرة.
ج- مظهره أعظم من رفقائه: لم يذكر دانيال هذا فى عدد 8. سيظهر، أو سيقدم نفسه، بإقناع شديد، وذكاء، وقوة.
د- أجاب الملاك على الأجزاء الثلاثة من سؤال دانيال بنفس ترتيب طرحه لهم.
هـ- الجزء الأول من السؤال كان أن يعرف تأثير الوحش الرابع – لماذا كان شديد الإختلاف، وما إنعكاسات هذا على إسرائيل حيث أنه مرعب جداً (7: 21- 22). الجزء الثانى من شرح الملاك كان فى شكل رؤيا قصيرة.
“وَكُنْتُ أَنْظُرُ وَإِذَا هَذَا الْقَرْنُ يُحَارِبُ الْقِدِّيسِينَ فَغَلَبَهُمْ حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ وَأُعْطِيَ الدِّينُ لِقِدِّيسِيِ الْعَلِيِّ وَبَلَغَ الْوَقْتُ فَامْتَلَكَ الْقِدِّيسُونَ الْمَمْلَكَةَ]. ” (دا 7: 21- 22)
1. فى هذه الرؤيا القصيرة؛ رأى دانيال أن ضد المسيح سيُسمح له بقتل القديسين (7: 21)؛ ثم إطمأن بأن الإنتصار التام والنهائى سيكون من نصيب القديسين (7: 22).
2. إختلاف الوحش الرابع يأتى بسبب الشخص المسيطر عليه – ضد المسيح. هذا الشخص الممتلك من أرواح الشر ستكون لديه القدرة على تحريك الأمم لقتل القديسين (7: 21).
3. أظن أنها كانت معلومات جديدة صادمة لدانيال أن القديم الأيام سيسمح بهذا. فسابقاً فى الرؤيا، رأى دانيال أنه قد أصدر بالفعل مرسوماً بأن قيادة الأرض تُعطى لإبن الإنسان (7: 13- 14).
“… وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ … فَجَلَسَ الدِّينُ … كُنْتُ أَرَى إِلَى أَنْ قُتِلَ الْحَيَوَانُ … وَإِذَا … مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ … فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً …” (دا 7: 9- 14)
4. فى الوقت المُناسب سيعكس الآب الأمور فجأة (7: 22). سيستخدم إضطهاد ضد المسيح الغاضب لتطهير القديسين، لتجهيزهم ليحكموا الأرض مع إبن الإنسان (7: 27؛ 11: 35؛ 12: 10).
و- تحدث ملاك عن جريمة لها جانبان فى آخر الأيام: قادة أشرار، ومؤمنون مضطهدون. وثق دانيال فى قيادة الله، لكنه مازال مضطرباً من هول الإستشهاد القادم.
1. يحارب القديسين: قال يسوع أن القديسين ستكرههم كل الأمم.
“يَقْتُلُونَكُمْ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي.” (مت 24: 9)
2. سيهزم القديسين: هذا يُشير للإستشهاد. سيتغلب ضد المسيح على المؤمنين فى الجسد، لكنهم سيهزمونه روحياً. سيستخدم القديم الأيام غضب الشيطان ليجهز القديسين ليهزم كل أمر يعوق المحبة.
“وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْباً مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ.” (رؤ 13: 7)
“… وَهُمْ غَلَبُوهُ[الشيطان] بِدَمِ الْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ.” (رؤ12: 10- 11)
3. إلى أن صدر الحكم فى صالح القديسين: سيقرر القديم الأيام أن يعكس فجأة الموقف فى العالم كله. سيُعلن المؤمنون هذا التغير المفاجئ بكل جسارة، وطبعاً سيسخر من هذا من هم أتباع لإمبراطورية ضد المسيح.
4. القديسون يملكون المملكة: سيحكم القديسون الأمم مع إبن الإنسان. سيحل يسوع محل كل قادة حكومات الأمم بعد أرمجدون.
5. أتى الوقت: يعرف الآب الوقت المناسب المطلوب لتتميم الإضطهاد، وإطلاق مظاهر مجده فى كنيسة الأيام الأخيرة ليأتي بها للنضج الكامل (أف 4: 13؛ 5: 27).
-VIتفسير الوحش الرابع، 10 قرون، والقرن (دا 7: 23- 26)
أ- أجاب الملاك الآن (بكلمات) عن الأجزاء الثلاثة من سؤال دانيال الثانى فى الأعداد 19- 20. أجاب على الجزء الأول من السؤال حول الوحش الرابع (7: 23)، والجزء الثانى حول القرون الـ 10 (7: 24)، والجزء الثالث حول القرن الصغير (7: 24- 25)، ودماره (7: 26).
ب- الحيوان الرابع:سيكون الوحش الرابع مملكة تختلف تماماً عن كل الممالك الأخرى، وسيسحق الأرض كلها. المرحلة الأخيرة من الوحش الرابع ستكون الإمبراطورية العالمية لضد المسيح فى الأيام الأخيرة. ستكون متفردة فى القوة والقسوة حيث ستسحق الأرض.
“فَقَالَ [الملاك]:[أَمَّا الْحَيَوَانُ الرَّابِعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ [متفردة] لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ فَتَأْكُلُ الأَرْضَ كُلَّهَا وَتَدُوسُهَا وَتَسْحَقُهَا. ” (دا 7: 23)
ج- الـ 10 قرون: تُمثل 10 ملوك سيُكَوِّنون إتحاد من 10 أمم، وسيتحالف مع ضد المسيح – فى دانيال2 نراهم فى شكل الـ 10 أصابع القدمين (2: 41- 42؛ 7: 7، 20، 24؛ رؤ12: 3؛ 13: 1؛ 17: 3، 7، 12، 16). رأى دانيال أيضاً الـ 10 قرون “فوق” رأس الوحش (7: 20).
“وَالْقُرُونُ الْعَشَرَةُ مِنْ هَذِهِ الْمَمْلَكَةِ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ وَيَقُومُ بَعْدَهُمْ آخَرُ [ضد المسيح] وَهُوَ مُخَالِفٌ الأَوَّلِينَ وَيُذِلُّ [يقتل] ثَلاَثَةَ مُلُوكٍ.” (دا 7: 24)
1. يقومون: سيظهر 10 ملوك من المرحلة الأولى للحيوان الرابع. إتحاد الـ 10 أمم الكونفيدرالd هو المرحلة الثانية من إمبراطورية الوحش الرابع (رؤ17: 12- 17). سيخرج من نفس المنطقة و/ أو نفس جماعات الناس فى الإمبراطورية الرومانية، بجزئيها الشرقd والغربd، وهذا يشمل مختلف أمم وشعوب أوربا والشرق الأوسط.
2. يذل: يوصف الملوك الثلاثة بأنهم “إقتُلعوا” من جذورهم (7: 7)، “سقطوا أمام” القرن الصغير (7: 20)، و ” يُذلوا “منه (7: 24).
د- ويقوم بعدهم آخر: سيظهر ضد المسيح فى الصدارة العالمية “بعد” أن يكون الملوك الـ 10 فى السلطة على إتحاد مكون من 10 أمم. سيقدم الملوك الـ 10 فى النهاية ولائهم الكامل لضد المسيح (رؤ17: 12). وسيوحدهم تحت سلطانه.
“وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ … هَؤُلاَءِ لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ، وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ [ضد المسيح] قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ.” (رؤ 17: 12- 13)
ه- سابقاً، وصف دانيال ضد المسيح على أنه قائم بينهم (7: 8). سيبدأ كقرن صغير، بمجال ضئيل من السلطان. ثم سيُقبل “بين” الـ 10 أمم كند لهم. ثم سيظهر كقائد لهم (7: 8، 24).
و- مواصفات القرن، أو ضد المسيح، (7: 25): التجديف، القتل، والسيطرة.
“وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ وَيُبْلِي قِدِّيسِي الْعَلِيِّ وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ إِلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ[½ 3 سنة].” (دا 7: 25)
1. سيغير الأزمنة والسنة: سيقر قوانين ستغير بعض الأمور الهامة للمؤسسات الإجتماعية والروحية. سيستخدم أيضاً النظام القانونى كوسيلة للقهر والقتل.
2. ويضطهد (يُبلى) قديسى العلى: في البداية سيقهر القديسين من خلال النظام القانوني، بنزع كل إمتيازاتهم، وتقييد حرياتهم المدنية. ستتغير القوانين حتى يصبح قتل القديسين قانونياً.
3. زمان وأزمنة ونصف زمان: سيضع الله حدود زمنية محددة بـ ½ 3 سنة لإضطهاد شعب الله. كلمة زمان تُشير لسنة، وأزمنة تُشير لسنتين، ونصف زمان أى نصف سنة، فيكون المجموع ½ 3 سنة. توجد 8 أجزاء من الوحى، 4 جُمل تصف الـ ½ 3 سنة الأخيرة قبل رجوع يسوع. يُشار لها مرتين كـ 1260 يوماً (رؤ 11: 3؛ 12: 6)؛ ومرتين كـ 42 شهراً (رؤ 11: 2؛ 13: 5)؛ وثلاث مرات كـ زمان وأزمنة ونصف زمان (دا 9: 27). بمقارنة هذه الأعداد، نجد أنها تصف نفس الـ ½ 3 سنة.
ز- فى هذه الرؤيا الأولى فى 553 ق م، أوضح الرب لدانيال المُعاناة الشديدة القادمة. لم يُعطى الرب لدانيال سبب هذه المعاناة إلا بعد مرور 17 عاماً، حين رأى الرؤيا الرابعة في 536 ق م – دانيال 10 – 12. سيستخدم الله المعاناة لتنقية المؤمنين، وتجهيزهم للإشتراك مع إبن الإنسان فى حكم الأرض للأبد.
“وَبَعْضُ الْفَاهِمِينَ يَعْثُرُونَ [يستشهدون] امْتِحَاناً لَهُمْ لِلتَّطْهِيرِ وَلِلتَّبْيِيضِ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ …” (دا 11: 35)
“كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ وَيُبَيَّضُونَ وَيُمَحَّصُونَ أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَفْعَلُونَ شَرّاً. وَلاَ يَفْهَمُ أَحَدُ الأَشْرَارِ لَكِنِ الْفَاهِمُونَ يَفْهَمُونَ.” (دا 12: 10)
ح- لقد أصدر القديم الأيام مرسوماً بدمار ضد المسيح (7: 26).
“فَيَجْلِسُ الدِّينُ وَيَنْزِعُونَ عَنْهُ [ضد المسيح] سُلْطَانَهُ لِيَفْنُوا وَيَبِيدُوا إِلَى الْمُنْتَهَى.” (دا 7: 26)
1. يجلس مجلس القضاء: سيجلس مجلس قضاء الآب السماوى – وتُعقد المحكمة. تقرر هذه المحكمة مصير كل القادة على الأرض.
2. ينزعون عنه سلطانه: فى الوقت المحدد من الرب، سيعكس فجأة كل الأمور. ستفنى مملكة ضد المسيح وتُدمر فى وقت رجوع يسوع.
-VIIالإنتصار الكامل والنهائي للقديسين (دا 7: 27)
أ- خطة الله أن يُقيم ملكه على الأرض (7: 27). هذه هى النقطة الأساسية فى الرؤيا. إنه واحد من أروع الإعلانات فى الوحى عن قيادة الله لنا.
“وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَمْلَكَةِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ. مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ.” (دا 7: 27)
ب- المملكة: المملكة (بالمفرد) وعظمة الممالك (بالجمع) تُعطى للقديسين. السلاطين تعني كل مواضع القيادة والنفوذ على الأرض وعظمة، تعنى مصادر ثروة الأرض، المبانى، الممتلكات، إلخ.
ج- تُعطى للقديسين: خطة الله أن يُجهز عروس تكون رفيق أبدى ليسوع، سيحكمون الأرض معه. يسوع، العريس الملك، يشتهى أن يحكم الأرض للأبد بالإشتراك مع شعبه (يو17: 24؛ رؤ 3: 21؛ 5: 10).
“مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي …” (رؤ 3: 21)
“أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا [يروا ويختبروا] مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي …” (يو 17: 24)
د- سيحل القديسون محل قادة إمبراطورية الوحش فى قيادة حكومات العالم.