تبسيط الايمان

مملكة الأربعة حيوانات (دا 7: 1-8) رؤيا دانيال العهد القديم

 

 مملكة الأربعة حيوانات (دا 7: 1-8)

مملكة الأربعة حيوانات (دا 7: 1-8)  رؤيا دانيال العهد القديم

 I-الخطوط العريضة لدانيال 1:7-8

‌أ-      أول رؤيا لدانيال: أربعة حيوانات يرمزون لأربعة ممالك أو إمبراطوريات (دا 1:7-14)

1.     مُقدمة (1:7-3)

2.     أول ثلاثة حيوانات (7: 4- 6)

°         الحيوان الأول: مملكة بابل 606-539 ق م – العراق (4:7)

°         الحيوان الثاني: مملكة فارس 539-331 ق م – إيران (7: 5)

°         الحيوان الثالث: الإمبراطورية اليونانية 331-146 ق م – اليونان (6:7)

3.     الحيوان الرابع: مملكة ضد المسيح التي ظهرت من قبل في صورة الإمبراطورية الرومانية (7:7-8)

°         القسم الشرقي والغربي للإمبراطورية الرومانية 146 ق م – 1453 م

°         امبراطورية ضد المسيح والتي تتكون من كونفدرالية 10 ملوك

 IIمقدمة لدانيال 7

‌أ-  يُشير دانيال 7 لأول رؤيا ضمن أربعة رؤى في دانيال 7-12. هذه الرؤيا تُسلط الضوء على أربع إمبراطوريات سوف يستخدمها الله لقصده في خلاص إسرائيل وتجهيزها لقيادة العالم، تأسيس ملكوته على الأرض كما هو في السماويات أيضاً. توضح أيضاً هذه الرؤيا يقين الإنتصار وشدة المعركة التي سيخوضها كل من إسرائيل والكنيسة في الأيام الأخيرة، بينما يتصدوا معاً للشر الغير مسبوق الظاهر في ضد المسيح وإمبراطوريته.

‌ب-  في عام 603 ق م، أثناء سنين المراهقة أعطى الرب لدانيال نور نبوي لهذه الممالك من خلال حلم نبوخذ نصر (دانيال 2)

 -IIIالأربع حيوانات (دانيال 7) والتمثال العظيم (دانيال 2)

‌أ-       يؤكد دانيال 7 ويوضح ما قد أعطي في حلم نبوخذ نصر في دانيال 2. علينا ان نقارن بين دانيال 2 و 7 لنقتني فهم أكثر إذ انهم يروا الأمر من زاوية مختلفة. رأى نبوخذ نصر هؤلاء الأربع ممالك الأقوياء ممثلين بمعادن ثمينة في شكل تمثال مجيد (31:2-45). الرأس من ذهب، الصدر وذرعاه من فضة، البطن والفخدين من النحاس … ألخ. رأى نبوخذ نصر هذه الممالك من منظور الإنسان – مجيدة كالفضة والذهب. أما دانيال فقد رآهم من منظور إلهي كوحوش تلتهم كل ما في طريقها.

‌ب-  رأس الذهب تمثل مملكة بابل (606- 539 ق م). الصدر وذراعي الفضة تمثل مادى وفارس (539-331 ق م). ساقاه والقدمين والأصابع من حديد وخزف يمثلوا إمبراطورية الضد المسيح وإظهارها في الإمراطورية الرومانية (146 ق م – 1453 م)

“أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَالٍ عَظِيمٍ. هَذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. رَأْسُ هَذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلَأَ الأَرْضَ كُلَّهَا.” (دا 31:2-35)

‌ج-  الساقين من حديد يمثلون الإنقسام الغربي (146 ق م – 476 م) / الشرقي (330 ق م – 1453 م) في الإمبراطورية الرومانية. القدمين والعشر أصابع يوازيان العشر قرون في رؤيا دانيال 7، فإنهم يمثلون كونفدررالية العشر ملوك تحت حكم الضد المسيح (41:2-42، 7:7، 20، 24، رؤ 3:12، 1:13، 3:17، 7، 12، 16)

“وَبِمَا رَأَيْتَ الْقَدَمَيْنِ وَالأَصَابِعَ بَعْضُهَا مِنْ خَزَفٍ وَالْبَعْضُ مِنْ حَدِيدٍ فَالْمَمْلَكَةُ تَكُونُ مُنْقَسِمَةً وَيَكُونُ فِيهَا قُوَّةُ الْحَدِيدِ مِنْ حَيْثُ إِنَّكَ رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ. وَأَصَابِعُ الْقَدَمَيْنِ بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ فَبَعْضُ الْمَمْلَكَةِ يَكُونُ قَوِيّاً وَالْبَعْضُ قَصِماً.” (دا 41:2-42)

‌د-    الحجر الذي يضرب التمثال يتحدث عن يسوع وملكوته الأبدي (33:2، 44-45). كون أن الحجر مقطوع بلا يدين يعني أنه أمر إلهي. سيقضي هذا الحجر على كل الممالك ويثبت للأبد.

“وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ.”(دا 44:2-45)


 -IVرؤية دانيال عن الأربع حيوانات (دا 1:7-8)

‌أ-       رأى دانيال أربعة رياح تهجم على البحر المتوسط مؤدية لإضطراب في الأمم

“فِي السَّنَةِ الأُولَى لِبَيْلْشَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ رَأَى دَانِيآلُ حُلْماً وَرُؤَى رَأْسِهِ عَلَى فِرَاشِهِ. حِينَئِذٍ كَتَبَ الْحُلْمَ وَأَخْبَرَ بِرَأْسِ الْكَلاَمِ. قَالَ دَانِيآلُ: [كُنْتُ أَرَى فِي رُؤْيَايَ لَيْلاً وَإِذَا بِأَرْبَعِ رِيَاحِ السَّمَاءِ هَجَمَتْ عَلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ. وَصَعِدَ مِنَ الْبَحْرِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ عَظِيمَةٍ هَذَا مُخَالِفٌ ذَاكَ.” (دا 1:7-3)

1. في السنة الأولى:

مُلك بلشاصر على بابل بدأ عام 553 ق م. وكان هذا 14 عاماً قبل إطلاق شعب إسرائيل من بابل، ولذا فقد أعطت هذه الرؤيا رجاء لإسرائيل وسط عنائهم في أسر بابل. كان دانيال يبلغ من العمر تقريباً سبعون عاماً حين رأى هذه الرؤيا.

2.     رأى دانيال حلماً:

رأى رؤى في رأسه وهو على فراشه ليلاً. ثم كتب الحلم ذاكراً فقط أهم الحقائق.

3.  البحر الكبير: 

تصف الكلمة المُقدسة البحر المتوسط بالبحر الكبير (عدد 6:34-7، يش 4:1، 1:9، 12:15، 4:23). يُمثل البحر مملكة الإنسان الممتلئة بالفوضى (اش 26:52). كما أن الإمبراطوريات المُشار لها في هذه الرؤيا تضم أمم محيطة بالبحر المتوسط – أمم في الشرق الأوسط وأوربا وشمال أفريقيا.

“أَمَّا الأَشْرَارُ فَكَالْبَحْرِ الْمُضْطَرِبِ لأَنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْدَأَ وَتَقْذِفُ مِيَاهُهُ حَمْأَةً وَطِيناً.” (اش 20:57)

4.     اربع رياح السماء: 

ترمز هذه الرياح لقوات روحية ملائكية وشيطانية تهيج الأمم في الشرق الأوسط، أوربا وشمال أفريقيا، … ألخ. يمثل هذا تدبيرات الله في التاريخ لتعيين أمم للقيام والسقوط.

5.     أربعة حيوانات عظيمة: 

رأى دانيال اربع حيوانات متوحشة – مثلت كل منهم إمبراطورية قديمة في منطقة البحر المتوسط قد قامت بإضطهاد إسرائيل وسببت إضطراب في المنطقة.

‌ب-  أول حيوان:

“أسد وله جناحي النسر” يُشير إلى مملكة بابل، 605-539 ق م (4:7). الأسد (ار 7:4، 19:49 ،17:50، 44) والنسر (ار 22:49، مرا 19:4، حز 3:17، حب 8:1) إستخدموا في الكلمة المُقدسة لوصف بابل.

“الأَوَّلُ كَالأَسَدِ وَلَهُ جَنَاحَا نَسْرٍ. وَكُنْتُ أَنْظُرُ حَتَّى انْتَتَفَ جَنَاحَاهُ وَانْتَصَبَ عَنِ الأَرْضِ وَأُوقِفَ عَلَى رِجْلَيْنِ كَإِنْسَانٍ وَأُعْطِيَ قَلْبَ إِنْسَانٍ.” (دا 4:7)

1.     كالأسد: يتحدث عن القوة والعظمة والشجاعة

2.     له جناح النسر: يتحدث عن سرعة عسكرية

3.     إنتتف جناحاه: يعني إذلاله

4.     وأعطي قلب إنسان: يعني أنه روض

5.     إنتصب على الأرض: يعني أنه وقف كإنسان وليس كأسد، يعني أنه لا يستطيع المُهاجمة أو الإلتحام إذ أنه يقف على قدمين

6.     الإشارة لإنتتفاف الأجنحة والإنتصاب على الأرض ليقف على قدمين كإنسان وإعطاؤه قلب إنسان، مُبين في إختبار نبوخذنصر في دانيال 4

‌ج-    الحيوان الثاني: 

دب في فمه 4 أضلع يُشير للمملكة الفارسية 539 – 331 ق م

“وَإِذَا بِحَيَوَانٍ آخَرَ ثَانٍ شَبِيهٍ بِالدُّبِّ فَارْتَفَعَ عَلَى جَنْبٍ وَاحِدٍ وَفِي فَمِهِ ثَلاَثُ أَضْلُعٍ بَيْنَ أَسْنَانِهِ فَقَالُوا لَهُ: قُمْ كُلْ لَحْماً كَثِيراً.” (دا 5:7)

1.     دب: مادي وفارس كانا مثل الدُب المتوحش، تقدم عسكري بطئ لكن ثابت. بعد الأسد’ يأتي الدب كثاني أقوى وحش مفترس حينئذ في المنطقة. أيضا الدب أكبر واثقل من الأسد، إلا أنه لديه قوة عظيمة.

2.     على جنب واحد: إرتفع على جنب واحد، إشارة لهيمنة فارس على مادي.

·        يوازي هذا الكبش ذو القرنين أحدهم أعلى من الآخر (3:8)

·        الحيوان المرتفع على جنب يُمثل أن القوة الأكبر لفارس ويُماثل هذا القرنين لدى الكبش في دانيال 8، الذي كان أحدهم أعلى من الآخر (3:8)

3.     ثلاث أضلع: الثلاث أضلع في فمه أهم ثلاث ممالك تم إحتلالهم في الطريق للسيادة. ليبيا 539 ق م وبابل 539 قم ومصر 525 ق م

4.     قم كل لحماً كثيراً: أعطى الله فارس أن تقوم وتحتل أمماً كثيرة.

‌د-      الحيوان الثالث: 

النمر ذو الأربعة أجنحة يُشير للمملكة اليونانية (331-146 ق م)

“وَبَعْدَ هَذَا كُنْتُ أَرَى وَإِذَا بِآخَرَ مِثْلِ النَّمِرِ وَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةِ طَائِرٍ. وَكَانَ لِلْحَيَوَانِ أَرْبَعَةُ رُؤُوسٍ وَأُعْطِيَ سُلْطَاناً.” (دا 6:7)

1.     كالنمر: كانت اليونان شرسة، سريعة، نشيطة وخبيثة. والنمر معروف لسرعته وحنكته

2.     أربعة أجنحة: أربعة أجنحة تمثل سرعة غير عادية في السيطرة العسكرية.

3. أربعة رؤوس: بعد موت الإسكندر الأكبر قام 4 جنيرالات بتقسيم مملكته لأربعة ممالك: يوازي هذا الأربعة قرون المعتبرة في دانيال 8:8

4.  سلطاناً: يُشير هذا لحكم اليونان وسيادة ثقافتها على العالم القديم، فلم يحتل إسكندر الأكبر الممالك فقط عسكرياً، إنما بسيطرة اللغة والثقافة اليونابية. أثرت الحضارة الإغريقية على كل العالم القديم.

     هـ .الحيوان الرابع:

يُشير هذا لضد المسيح كما قد أنبئ عنه في الإمبراطورية الرومانية (7:7-8). لدى هذا الحيوان 3 مراحل: المملكة القديمة (146 ق م – 1453 م)، كونفيدرالية عشرة ملوك في آخر الأيام ودكتاتورية ضد المسيح في ملكه على هذه الكونفيدرالية.

“بَعْدَ هَذَا كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا بِحَيَوَانٍ رَابِعٍ هَائِلٍ وَقَوِيٍّ وَشَدِيدٍ جِدّاً وَلَهُ أَسْنَانٌ مِنْ حَدِيدٍ كَبِيرَةٌ. أَكَلَ وَسَحَقَ وَدَاسَ الْبَاقِيَ بِرِجْلَيْهِ. وَكَانَ مُخَالِفاً لِكُلِّ الْحَيَوَانَاتِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. وَلَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ.” (دا 7:7)

1.     حيوان رابع: المملكة الرومانية القديمة كانت صورة نبوية لضد المسيح ومملكته في الإيام الأخيرة المكونة من كونفيدرالية عشرة أمم.

2.     له عشرة قرون: ستتحالف كونفيدرالية من 10 أمم مع ضد المسيح، يرمز لها بالعشرة قرون، في دانيال 2 مُشار لها بالعشرة أصابع.

“وَالْقُرُونُ الْعَشَرَةُ مِنْ هَذِهِ الْمَمْلَكَةِ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ وَيَقُومُ بَعْدَهُمْ آخَرُ وَهُوَ مُخَالِفٌ الأَوَّلِينَ وَيُذِلُّ ثَلاَثَةَ مُلُوكٍ.” (دا 24:7)

“وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكاً بَعْدُ، لَكِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ سُلْطَانَهُمْ كَمُلُوكٍ سَاعَةً وَاحِدَةً مَعَ الْوَحْشِ. هَؤُلاَءِ لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ، وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ … لأَنَّ اللهَ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ، وَأَنْ يَصْنَعُوا رَأْياً وَاحِداً، وَيُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ حَتَّى تُكْمَلَ أَقْوَالُ اللهِ.” (دا 12:17-17)

3.     هائلاً وقوياً وشديداً جداً: إنزعج دانيال جداً من بشاعة هذا الحيوان (15:7، 28)

4.     أسنان من حديد كبيرة: تُشير إلى القدرة على إلتهام أي شئ بدون توقف. الأسنان الكبيرة تماثل ساقي الحديد في التمثال (33:2، 40-41)، مؤكداً على قوته الهادمة المُذهلة.

5.     داس الباقي برجليه: يُشير هذا للإستمرار في أن يدوس أمة حتى بعد سحقِها. سيكون ضد المسيح قاسياً وشديداً على كل من يهزمه، لن يُظهر أية رحمة او شفقة إتجاه كل من سيحتلهم. وسوف يسحق ويدوس كل شئ لم يُهزم في الإحتلال العسكري الأولي.

6.   كان مُخالفاً: وقود مملكة الضد المسيح سيكون بقوات شيطانية. الحيوان كان مُرعباً وشرساً ولم يكن هنال حيوان للتشبيه به.

“وَالْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَاناً عَظِيماً … وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَاراً تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ” (رؤ 2:13، 13)

7.    أكد دانيال أربعة مرات أن الضد المسيح كان مُخالفاً لكل الممالك الأخرى (7:7، 19، 23، 24). لا يمكن تجاهل هذه التفصيلة بأية حال فهي غاية في الأهمية.

“حِينَئِذٍ رُمْتُ الْحَقِيقَةَ مِنْ جِهَةِ الْحَيَوَانِ الرَّابِعِ الَّذِي كَانَ مُخَالِفاً لِكُلِّهَا …” (دا 19:7)

“أَمَّا الْحَيَوَانُ الرَّابِعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ … “ (دا 23:7)

“… وَيَقُومُ بَعْدَهُمْ آخَرُ وَهُوَ مُخَالِفٌ الأَوَّلِينَ وَيُذِلُّ ثَلاَثَةَ مُلُوكٍ.” (دا 24:7)

8.     ضد المسيح هو حيوان مُركب حيث أنه قمة كل ممالك الحيوانات السابقة وإتمام تعبيرها. هو أكثر من مُجرد حيوان بل هو الحيوان الذي يضم كل الممالك السابقة بما فيها كل الأرواح الشريرة، الأراضى والأعراق التابعة لكل هذه الممالك.

‌و-     بينما كان ينظر العشرة قرون، رأى القرن الصغير (دا 8:7)

“كُنْتُ مُتَأَمِّلاً بِالْقُرُونِ وَإِذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ وَإِذَا بِعُيُونٍ كَعُيُونِ الإِنْسَانِ فِي هَذَا الْقَرْنِ وَفَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ.” (دا 8:7)

1.  القرن الصغير: يتحدث عن قائد سياسي يبدأ في دور “صغير” أو تأثير وسلطان صغير، كقائد منطقة ضئيل.

°        حقيقة أن القرن الصغير مذكور 4 مرات في الرؤيا ( 8:7، 11 ،20، 21) يدل على أهمية هذه المعلومة. هي في غاية الأهمية ولا يمكن تجاهلها.

°        القرن الصغير هو الوحش فى الرؤيا ورجل الإثم في تعليم بولس (2تس 3:2). القرن الصغير هو الرئيس الذي سيأخذ الذبيحة من الهيكل (11:8، 27:9، 31:11، 11:12، مت 15:24). القرن الصغير في دانيال 7 ودانيال 9:8 هو المُخرب والإنسان المُحتقر في دانيال 21:11

2.  هتلر هو مثل من التاريخ الحديث لقائد بدأ كـ “قرن صغير” او غير مؤثر في المنطقة وأصبح “قرن كبير” قائد عالمي هام جداً. ترشح للإنتخابات الرئسية 1928 وحصل على 2% فقط من الأصوات. إللا أنه في خلال 5 سنين 1933 اصبح مستشار المانيا. صعوده لمركز القوة كان مفاجئ وفاجأ كثيرين.

3.     عيون إنسان: لدى القرن أعين كإنسان اي أنه شديد الذكاء

4.     فم يتكلم عظائم: سيتكلم ضد المسيح بتجديف وكبائر. هذه الكلمات ستخلق خوف (تهديدات) او/و حماسة (وعود كاذبة) في الأمم. يتكلم بكبائر مذكورة أربعة مرات في هذا الإصحاح

“… فِي هَذَا الْقَرْنِ … فَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ.” (دا 8:7)

“هَذَا الْقَرْنُ لَهُ عُيُونٌ وَفَمٌ مُتَكَلِّمٌ بِعَظَائِمَ وَمَنْظَرُهُ أَشَدُّ مِنْ رُفَقَائِهِ.”(دا 20:7)

“… وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ …” (دا 25:7)

“… وَيَتَكَلَّمُ بِأُمُورٍ عَجِيبَةٍ عَلَى إِلَهِ الآلِهَةِ …” (دا 36:11)

5.     ثلاثة قرون سيقلعوا: 3 من الأربعة قرون أو ملوك سيُقلعون من الجذور او يُقتلوا عن طريق الإنقلاب على الحكم بصورة عنيفة بحملة بقيادة ضد المسيح. هذا سيتم في في محاولته للسيطرة على كونفيدرالية العشر أمم ليأتي في مقدمة العالم ويقوده. حينما يُقتل هؤلاء الثلاثة ملوك ستفهم الكنيسة ان هذه علامة هذا الوقت. وأن الضد المسيح سيظهر في مُقدمة منبر العالم عن قريب.

“… إِذا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ …” (دا 8:7)

6.     طلع بينها: ضد المسيح سوف يأتي اولاً بينهم (8:7) كعضو منهم ثم يقوم بعدهم (24:7) ويهيمن على كونفيدرالية العشر أمم.

   V    –ثلاث مراحل للحيوان الرابع

‌أ-     لدى هذا الحيوان ثلاثة مراحل: 

الإمبراطورية القديمة (146 ق م – 1453 م)، كونفيدرالية العشر أمم في آخر الأيام، دكتاتورية الضد المسيح المُهيمنة على كونفيدرالية العشر أمم. الإمبراطورية الرومانية القديمة هي صورة نبوية لإمبراطوربة ضد المسيح.

ب-  الإمبراطورية الرومانية القديمة:

وهي تنقسم إلى القسم الغربي ( 146 ق م – 476 ق م) والقسم الشرقي (330 ق م – 1453 م) للإمبراطورية. الإمبراطورية الرومانية الشرقية والتي تدعى أيضاً الإمبراطورية البيزنطية إستمرت 1000 عام بعد سقوط روما والإمبراطورية الرومانية الغربية.

1.     بدأ القسم الشرقي للإمبراطورية إما عن طريق الإمبراطور ديوكليتيان عام 285 م والإمبراطور قوستنتين عام 330 م. حينما أصبحت العاصمة بيزنطة بدلاً من رروما والتي دعيت فيما بعد قسطنطينية و روما الجديدة والتي تدعى الآن إستبطول في تركيا. كانت أقوى قوة عسكرية، إقتصادية، وثقافية في كل أوربا حينذاك.

2.     نظراً لأن الإمبراطورية الرومانية لم تتوقف عام 476 ق م بل إستمرت حتى 1453 م في القسم الشرقي، نرى أن إمبراطورية ضد المسيح لها جذور للإمبراطورية الرومانية ولذا فالإمبراطورية الرومانية “تحيا” من خلاب التأثير في بلاد الأراضي الشرقية والغربية لإقسام الإمبراطورية.

3.     سقط القسم الشرقي للإمبراطورية الرومانية لحكم الإمبراطورية العثمانية عام 1453، تحت هيمنة حكم وثقافة إسلامية إنتشرت في كل الشرق الأوسط وأوربا.

4.     قد يأتي ضد المسيح من المنطقة التابعة للقسم الشرقي للإمبراطورية الرومانية (9:8). وهذا متداخل مع نفس المنطقة التي حكم فيها أنتيخوس وقت المملكة السلوقية – وهذا التداخل يشمل سوريا، أجزاء من تركيا وبابل (العراق) حكم أنتيخوس هو نوع من حكم ضد المسيح ينبئ عن منطقته.

“فتَعَظَّمَ تَيْسُ المَعْزِ جِدّاً. وَلَمَّا اعْتَزَّ انْكَسَرَ الْقَرْنُ الْعَظِيمُ وَطَلَعَ عِوَضاً عَنْهُ أَرْبَعَةُ قُرُونٍ مُعْتَبَرَةٍ نَحْوَ رِيَاحِ السَّمَاءِ الأَرْبَعِ. وَمِنْ وَاحِدٍ مِنْهَا خَرَجَ قَرْنٌ صَغِيرٌ وَعَظُمَ جِدّاً نَحْوَ الْجَنُوبِ وَنَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ فَخْرِ الأَرَاضِي.”(دا 8:8-9)

‌ج-    كونفيدرالية 10 أمم:

إمبراطورية نهاية الأيام ستقوم وتكون في البداية تحت حكم 10 ملوك. وهي ستحظى منطقه جغرافية تشمل مناطق ضمن القسم الشرقي والغربي للإمبراطورية الرومانية القديمة وهذا سيكون جغرافياً وعرقياً.

1.     إمتداد المنطقة الجغرافية ونفس العرق هما أمران في غاية الأهمية في فهمهما لتداعيات رؤية آخر الأيام.

2.     ستضم هذه الكونفيدرالية في الأغلب دول إسلامية، رؤساء وشعوب منطقة الشرق الأوسط، أوربا والإتحاد السوفيتي. وستكون في الأغلب كونفيدرالية العشر ملوك إسلامية، فرئيس أو قائد غير إسلامي من الصعب أن يحكم العالم الإسلامي ضد إسرائيل.

3.     تنبأ حزقيال أن الضد المسيح سيأتي بدول لإسلامية مختلفة لمحاربة إسرائيل (حز 5:38-6). جومر وتوجرمة يشيران إلى تركيا الآن.

“فَارِسَ وَكُوشَ وَفُوطَ مَعَهُمْ, كُلَّهُمْ بِمِجَنٍّ وَخُوذَةٍ وَجُومَرَ وَكُلَّ جُيُوشِهِ, وَبَيْتَ تُوجَرْمَةَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ مَعَ كُلِّ جَيْشِهِ, شُعُوباً كَثِيرِينَ مَعَكَ.” (حز 5:38-6)

4.     قد ينقسم الحيوان الرابع بين الشرق والغرب أي القدمان وأصابع متفرقة (41:2-43). قد تكون قدم في الشرق الأوسط والأخرى في الغرب.

‌د-      ديكتاتورية ضد المسيح:

سيقوم ضد المسيح “بعد” كونفيدرالية العشر دول او بعد أن يكونوا مركز قوة. سيقود إنقلاب عنيف لقلب نظام الحكم ليأتي هو كحاكم بعد قتل ثلاثة ملوك.

“وَالْقُرُونُ الْعَشَرَةُ مِنْ هَذِهِ الْمَمْلَكَةِ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ وَيَقُومُ بَعْدَهُمْ آخَرُ وَهُوَ مُخَالِفٌ الأَوَّلِينَ وَيُذِلُّ ثَلاَثَةَ مُلُوكٍ.” (دا 24:7)

ااهلا بك زائرنا الكريم ، نحن نسعد بوجودك في موقعنا

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: