تبسيط الايمان

نبوات دانيال عن رجسة الخراب

نبوات دانيال عن رجسة الخراب

نبوات دانيال عن رجسة الخراب

I- دعانا يسوع أن نرى رجسة الخراب

‌أ- دعى يسوع شعبه أن “يرى” رجسة الخراب؛ ثم وَجَّه نظرنا إلى سفر دانيال لإدراك فكرة العهد القديم الرئيسية من ورائها (مت 24: 15). فى العهد الجديد، إتسع إدراكنا بشدة بما علمنا يوحنا (رؤيا 13) وبولس (2تس 2).

فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ – لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ – فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ… لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ…” (مت 24: 15- 21)

‌ب-  أوضح يسوع أن “رجسة الخراب” التى ذكرها دانيال هى الحدث المحوري الذي يساعدنا على فهم منظوره للأيام الأخيرة. ميز يسوع هذا الحدث السياسي المحدد، الذى سيُعَرِّف شعبه أنهم فى الجيل الذى سيأتي فيه يسوع، وأن الضيقة العظيمة قد بدأت. هناك تداعيات كثيرة مُصاحبة لهذا الحدث المفتاحي.

‌ج-    لكي يضع ضد المسيح صورته فى هيكل أورشليم، لابد أن تكون إسرائيل أُمَّة، وتبسط سيطرتها على أورشليم، وأن يُبنى الهيكل فى مكانه الأصلي (هيكل سليمان)، ويعمل مع تقديم الذبائح بحسب شريعة موسى.

1.     إن أكبر مُعوق يقف أمام بناء الهيكل هو وجود المسجد الأقصى (ثالث الأماكن المقدسة للمسلمين)، وقُبة الصخرة على جبل الهيكل (مكان هيكل سليمان الأصلي). لابد أن يأتي شخص بسلام للشرق الأوسط قبل أن يمكن أن يتم هذا.

2.     سيقطع ضد المسيح عهداً مع أمم كثيرة، وهذا سيُمهد الطريق لحدوث هذا (دا 9: 27). ثم سيخون العهد  وينقضه، ويسعى لإجبار إسرائيل والأمم، تحت التهديد بالموت، لتعتنق الرجاسات وتعبده.

3.     إن رجسة الخراب هى الحدث الوحيد المفتاحي الذى أبرزه يسوع ليساعدنا على فهم العديد من الأحداث الأخرى المرتبطة بهذه الرجاسة الرهيبة.

‌د-  ذُكرت رجسة الخراب ثمان مرات فى الوحي المُقدس. إستخدم دانيال أشكال من هذه الجملة أربع مرات (8: 13؛ 9: 27؛ 11: 31؛ 12: 11)، جزئين من الكتاب يذكرون إستخدام يسوع للجملة (مت 24: 15؛ مر 13: 14)، ووصفها بولس (2تس 2: 3- 4) ويوحنا (رؤ 13: 12- 18). سنفهم رجسة الخراب بشكل أفضل بمقارنة إشارات دانيال الأربعة مع ما قاله يسوع، وبولس، ويوحنا عن هذه الرجاسة.

‌هـ – فى متى 24 أعطى يسوع أكثر تعاليمه تفصيلاً فيما يخص الأيام الأخيرة. لقد أشار لرسالة رجلين من العهد القديم، لابد أن نفهمهما لنرى الأيام الأخيرة من منظور الله – دانيالونوح. بنى يسوع تعليمه عن الأيام الأخيرة على ما حدث فى خدمتهما. لقد أشار ثلاث مرات لنبوات دانيال:رجسة الخراب (مت 24: 15؛ دا 8: 13؛ 9: 27؛ 11: 31؛ 12: 11)، الضيقة العظيمة (مت 24: 21؛ دا 12: 1)، وابن الإنسان آتياً على السحب (مت 24: 30؛ دا 7: 14). قارن يسوع بين الناس فى آخر الأيام، وهؤلاء الذين كانوا فى أيام نوح (مت 24: 37- 43؛ تك 6- 9).

 II– ماهى رجسة الخراب؟ لمحة عامة سريعة

      أ-   تُشير رجسة الخراب لأفعال محددة ستُرتكب وتكون رجاسة ضد الله. هذه الأفعال تؤدى للخراب (الدمار)               لأمم وشعوب كثيرة. بكلمات أخرى، تتحدث عن رجاسات (أفعال)، تؤدى إلى خراب (دمار) للأمم، إلخ.

‌ب-  ماهى أفعال الرجاسة هذه، وماهو الخراب الناتج عنها؟

‌ج-    الحدث الأساسي الذى يؤكد عليه العهد الجديد فيما يخص إقامة رجسة الخراب هو ضد المسيح يضع صورته فى الهيكل (2تس 2: 3- 4؛ رؤ 13: 12- 18). الحدث الرئيسي الذى يؤكد علية العهد القديم، على لسان دانيال، هو وقف الذبائح (داي8: 13؛ 9: 27؛ 11: 31؛ 12: 11).

‌د-     هذه الرجاسة ضد الله ستحدث بطريقتين – والإثنتان تشملان ديناميكيات مختلفة.

1.  طلبات ضد المسيح: سيطلب ضد المسيح أن تقدم له العبادة كالله بعد أن يجلس فى المكان المقدس في الهيكل فى أورشليم، ويوقف لذبيحة اليومية. سيُجبر الآخرين على قبول هذا تحت تهديد الموت.

2.   إستجابة الناس: سيقبل مئات الملايين إدعاءاته هذه.

‌هـ –   الخراب سيحدث بطريقتين – والإثنتان ترتبطان بعبادة ضد المسيح.

1. ضد المسيح سيسبب الخراب: سيسعى لتدمير كل من يرفض عبادته. سيأتي بخراب للأشخاص، والمدن، والأمم التى ترفض أن تعبده.

2. الله سيسبب الخراب: سيُدمر الله كل من يوافق أن يعبد ضد المسيح. سيأتي بدينونة على الأشخاص، والمدن، والأمم التى تعبد ضد المسيح.

إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، فَهُوَ أَيْضاً سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ الْمَصْبُوبِ صِرْفاً فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْحَمَلِ.” (رؤ 14: 9- 10)

III– رجسة الخراب: نظرة أقرب

‌أ-   يصف يوحنا رجسة الخراب فى رؤيا 13. عنصران أساسيان فى رجسة الخراب سيخدعانالحشود فى الأمم ويجبرانهم ليعبدوا ضد المسيح. هذان العنصران هما صورة الوحش، وسمة الوحش.

وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحاً لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ. وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: … تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جِبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ إِلَّا مَنْ لَهُ السِّمَةُ …” (رؤ 13: 15- 18)

1.  صورة الوحش: صورة لضد المسيح، ستوضع فى المكان المقدس للهيكل المُعاد بنائه فى أورشليم. سيخدع النبي الكذاب الكثيرين بأن يجعل الصورة تتنفس وتتكلم. ستكون هذه الصورة أعظم رجاسة على مر التاريخ، لأنها ستخدع ملايين لا تحصى لعبادة ضد المسيح.

2.   ربما تكون الصورة أمر متطور تكنولوجياً (الصورة المجسمة؟) مع عناصر شيطانية معجزية، فيجعل الصورة تتنفس وتتحدث. ربما تكون هناك شبكة عالمية من التماثيل (الصور المجسمة؟) فى “معابد العبادة” المحلية، ومرتبطة بالهيكل فى أورشليم.

3.  إن “صورة الوحش” هى أكثر علامات الأيام الأخيرة الهامة والمؤثرة.أكد عليها يوحنا 10 مرات (رؤ 13: 14، 15 [3مرات]؛ 14: 9، 11؛ 15: 2؛ 16: 2؛ 19: 20؛ 20: 4).

4.    سمة الوحش: ستكون السمة جزء هام من رجسة الخراب (رؤ 13: 16- 17). سيكون رفض السمة هو أمر مُخالف للقانون. ولن يُسمح لرافضيها بالبيع أو شراء ضروريات الحياة. سيُنظر لهم على أنهم مجرمون، مذنبون ومحكوم عليهم بالموت. سيتم تعقبهم كمجرمون خطرون على المجتمع.

‌ب-  يصف بولس رجسة الخراب فى 2 تسالونيكى 2.

لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي (ضد المسيح)إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنَ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ (ضد المسيح)، ابْنُ الْهَلاَكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلَهاً (مصاحب لله)  أَوْ مَعْبُوداً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلَهٍ مُظْهِراً نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلَهٌ… الَّذِي مَجِيئُهُ (ضد المسيح)  بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ،… ” (2تس 2: 3- 9)

‌ج-  ملخص: ستشمل الرجاسة الكبرى إعلان ضد المسيح أنه الله وإجبار الأمم، بالقانون وبموارد الدولة، على عبادته كإله، تحت تهديد العقوبة بالموت. ستكون هذه أكبر رجاسة ضد الله فى التاريخ، إلا أنها ستكون أعظم أوقات الكنيسة.

 IV– شدة الدمار

‌أ-   أشار يسوع لتعليم دانيال عن رجسة الخراب والضيقة العظيمة.

“فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ… لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ … يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ … وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ (من الموت الجسدى). وَلَكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ.” (مت 24: 15- 22)

1.  ضيق: أشار يسوع لما قاله الملاك لدانيال عن ضيق غير مسبوق.

“فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ … وَيَكُونُ زَمَانُ ضِيقٍ لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ …” (دا 12: 1)

2. لم يخلص جسد: إذا إمتد وقت الضيق العظيم أكثر من 3 سنوات ونصف، لن ينجو أحد من الموت الجسدي، لكن الكل سيقتلهم غضب ضد المسيح، أو أحكام دينونة الله. هذه الـ 3 سنوات ونصف ستهدد حياة غالبية الأرض.

“فَانْفَكَّ الأَرْبَعَةُ الْمَلاَئِكَةُ …، لِكَيْ يَقْتُلُوا ثُلْثَ النَّاسِ.” (رؤ 9: 15)

“وَتَكُونُ قَتْلَى الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ الأَرْضِ…” (إر 25: 33)

“هُوَذَا الرَّبُّ يُخْلِي الأَرْضَ (من الناس) … تُفْرَغُ الأَرْضُ إِفْرَاغاً … احْتَرَقَ سُكَّانُ الأَرْضِ وَبَقِيَ أُنَاسٌ قَلاَئِلُ.” (إش 24: 1- 6) 

 V– حصاد الأيام الأخيرة

‌أ-    ترد فى الترجمات الإنجليزية كلمة ” لذا ” فى بداية عدد 15، تعود على الكرازة بالإنجيل لكل الأمم المذكورة فى عدد 14.

وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هَذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى. « (لذا) فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ” (مت24: 14- 15)

‌ب- هناك علاقة ديناميكية بين الكرازة بالإنجيل بقوة لكل الأمم، وإقامة رجسة الخراب (وتزايد الإستشهاد والخداع).

‌ج-   من السهل جداً أن نُفَوِّت ولا ننتبه لكلمة ( لذا ) فى عدد 15 ولا نربطه بعدد 14. فسيكون هؤلاء المشاركون فى الإرساليات العالمية مجهزين ومسلحين أكثر إذا فهموا رجسة الخراب. سيطلق الله قوة عظيمة للمؤمنين ليصلوا للحصاد الكبير فى سياق كشف خداع ضد المسيح والتغلب على إضطهاداته، كما نرى فى متى 24 كله.

‌د-   سيخدع ضد المسيح الكثيرين – حتى البعض ممن إعترفوا بالمسيح سيرتدوا. إن الإرتداد وظهور ضد المسيح على المسرح العالمي، هما العلامتان اللتان قال بولس أنهما يجب أن تنبها الكنيسة لقرب يوم الرب ورجوع يسوع.

لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنَ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ (ضد المسيح)،ابْنُ الْهَلاَكِ …” (2تس 2: 3)

 VI– نبوات دانيال عن رجسة الخراب

‌أ- ذُكرت رجسة الخراب 4 مرات فى دانيال (8: 13؛ 9: 27؛ 11: 31؛ 12: 11). سنفهمها بشكل أفضل بمقارنة هذه الأجزاء مع كلام يسوع ، وبولس، ويوحنا.

‌ب-  تحتاج رجسة الخراب أن ” تُقام “. بل إن ” نظاماً ” بالكامل سيحتاج أن يُقام. سيشمل هذا النظام إقامة صورة لضد المسيح فى الهيكل، وإزالة الذبيحة اليومية، وإقامة بنية تحتية فى كل العالم لفرض عبادة ضد المسيح (رؤ 14: 9- 11).

وَمِنْ وَقْتِ إِزَالَةِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَإِقَامَةِ رِجْسِ الْمُخَرَّبِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَتِسْعُونَ يَوْماً [1290 يوماً].”(دا 12: 11)

1.  أكد بولس أنها “ستُقام ” إلا أنه أضاف أن رجلاً سيجلس فى الهيكل معلناً نفسه الله (2تس 2). أكد يوحنا أن هناك صورةستُقام (رؤ 13).

2.  يُصر يسوع أن هناك شئ سيكون “قائماً” أو واقفاً فى المكان المقدس، لكنه لم يُخبرنا إذا كان هذا الشئ إنساناٍ أم صورة. يقول البعض أن هذا كله تم فى عام 70 م عندما دمر الرومان أورشليم. إلا أن الرومان لم يقوموا بوضع وثن أو أى شئ آخر فى المكان المُقدس فى عام 70م؛ بل قد مزقوا المكان المقدس وأحرقوه بالنار.

فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» … قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ” (مت 24: 15)

فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» … قَائِمَةً حَيْثُ لاَ يَنْبَغِي – لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ – فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ” (مر 13: 14)

‌ج-    ستضع جيوش ضد المسيح هناك، فى الهيكل، صورة ضد المسيح (11: 31).

… وَتَنْزِعُ الْمُحْرَقَةَ الدَّائِمَةَ وَتَجْعَلُ الرِّجْسَ الْمُخَرِّبَ … أَمَّا الشَّعْبُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ فَيَقْوُونَ وَيَعْمَلُونَ (معجزات).وَالْفَاهِمُونَ مِنَ الشَّعْبِ يُعَلِّمُونَ كَثِيرِينَ …فَإِذَا عَثَرُوا (الإستشهاد) يُعَانُونَ عَوْناً قَلِيلاً … وَبَعْضُ الْفَاهِمِينَ يَعْثُرُونَ (الإستشهاد) امْتِحَاناً لَهُمْ لِلتَّطْهِيرِ وَلِلتَّبْيِيضِ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. لأَنَّهُ بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ.” (دا 11: 31- 35)

‌د-   يربط دانيال 11: 31- 35 كل الأنشطة الخاصة برجسة الخراب، مع العمل بقوة الله، وإستقبال روح الإعلان، وأكثر. لاحظ سبع مشاهد تجمعت معاً فى خمسة أعداد – رجسة الخراب (11: 31)، معرفة الله (11: 32)، عمل المعجزات (11: 32)، إستقبال الفهم (11: 33)، الوصول للكثيرين فى الحصاد (11: 33)، إستقبال معونة معجزية فى وسط الإضطهاد (11: 34)، والوصول للنضج (11: 35).

‌هـ –   حث جبرائيل دانيال أن يبحث ويفهم الرؤيا الخاصة بالسبعين أسبوعاً، ورجسة الخراب (9: 23- 27). هنا، قدم دانيال تبَصُراً أكبر عن رجسة الخراب – فقد كشف أنها ليست فقط صورة ستوضع فى الهيكل، لكنها تشمل وجود شخص، ضد المسيح، “المُخَرِّب” (9: 27). أشار بولس لهذا فى 2تس 2: 4.

فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا … فَاعْلَمْ وَافْهَمْ … وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ (ضد المسيح) الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ …” (دا 9: 23- 27)

‌و-  قدم دانيال ثلاث تفاصيل تعطينا بصيرة عما سيفعله ضد المسيح. سينجس الهيكل بإزالة المحرقة اليومية، ويدوس المكان المقدس والمقدسات، وسيرتكب المعاصي، أو يُقيم الرجاسة التى تؤدى للخراب فى الأمم.

فَسَمِعْتُ قُدُّوساً وَاحِداً يَتَكَلَّمُ … إِلَى مَتَى الرُّؤْيَا مِنْ جِهَةِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَمَعْصِيَةِ الْخَرَابِ لِبَذْلِ الْقُدْسِ وَالْجُنْدِ مَدُوسَيْنِ؟ فَقَالَ لِي: إِلَى أَلْفَيْنِ وَثَلاَثِ مِئَةِ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ (2300 يوماً) فَيَتَبَرَّأُ الْقُدْسُ.” (دا 8: 13- 14)

‌ز-   سيبرأ القدس فى النهاية بعد 2300 يوماً حين يأتي يسوع.

‌ح- لا يُمكن أن تحدث رجسة الخراب إلى أن تبنيي إسرائيل الهيكل من جديد وتقدم محرقات يومية. يوضح الوحي المقدس أن الهيكل سيُبنى وأن المحرقات ستحدث (دا 9: 26، 27؛ 11: 31؛ 12: 11؛ مت 24: 15؛ مر 13: 14؛ 2تس 2: 4؛ رؤ 11: 1- 2؛ 13: 12- 18).

‌ط-   حتى هذه اللحظة، فالخطط التى تهدف لبناء الهيكل (الهيكل الثالث) يتم السعي نحوها بكل قوة فى إسرائيل.

‌ي-   الهيكل الثالث ليس هو نفسه هيكل الألفية. فهناك هيكلان منفصلان ومحددان تنبأ عنهما الوحي فى أورشليم، واحد يدعوه البعض هيكل الضيقة (الهيكل الثالث)، الذى سيبنيه اليهود غير المؤمنين، ثم سيدنسه ضد المسيح، والثانى هو هيكل الألفية.

‌ك-  سيبني يسوع هيكل الألفية (إش 2: 3؛ 60: 6، 10، 13؛ حز 37: 26- 28؛ 40- 48؛ زك 2: 11؛ 6: 12- 15؛ 14: 16- 21)

 VII– إزالة المحرقات

‌أ-  توجد ستة أعداد فى دانيال تُعطينا معلومات حول إزالة المحرقة الدائمة (دا 8: 11، 12، 13؛ 9: 27؛ 11: 31؛ 12: 11). حين ننظر لهذه الأعداد الستة مع بعضها (بأن نجعل الوحي يفسر الوحي)، عندها يمكننا أن نرى بوضوح الغرض الذى قصد الله أن يكون مفخوماً فيما يخص “إزالة” أو “إنهاء” المحرقات اليومية في آخر الأيام.

‌ب-  نجد فى كل جزء تحدث فيه رجسة الخراب، أن هناك رجلاً ما “يُبطل المحرقة الدائمة”. إن هذا الرجل شرير – يُعظم نفسه، ويسعى لمنافسة يسوع الرئيس (8: 11)؛ يُسقط الحق إلى الأرض (8: 12)؛ يدوس تحت قدميه الهيكل (8: 13)؛ يقطع عهد مخادع (9: 27)؛ يقود قوات تدنس الهيكل وتضع فيه رجسة الخراب (11: 31)؛ ويُبطل الذبائح، ويُقيم رجسة الخراب لمدة 1290 يوماً (12: 11).

وَحَتَّى إِلَى رَئِيسِ الْجُنْدِ تَعَظَّمَ وَبِهِ أُبْطِلَتِ الْمُحْرَقَةُ الدَّائِمَةُ… وَجُعِلَ جُنْدٌ عَلَى الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ بِالْمَعْصِيَةِ فَطَرَحَ الْحَقَّ عَلَى الأَرْضِ … إِلَى مَتَى الرُّؤْيَا مِنْ جِهَةِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَمَعْصِيَةِ الْخَرَابِ لِبَذْلِ الْقُدْسِ وَالْجُنْدِ مَدُوسَيْنِ؟” (دا 8: 11- 13)

وَيُثَبِّتُ عَهْداً … يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ” (دا 9: 27)

“وَتَقُومُ مِنْهُ أَذْرُعٌ … وَتَنْزِعُ الْمُحْرَقَةَ الدَّائِمَةَ وَتَجْعَلُ الرِّجْسَ الْمُخَرِّبَ.” (دا 11: 31)

“وَمِنْ وَقْتِ إِزَالَةِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَإِقَامَةِ رِجْسِ الْمُخَرَّبِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَتِسْعُونَ يَوْماً [1290 يوماً].”(دا 12: 11)

 VIII– الأبواق السبعة (رؤ 8: 2- 9: 21؛ 11: 14- 19)

‌أ-  يفصل البعض بين الرجاسة وإزالة الذبائح فى دانيال 9: 27، وبين الطريقة التى تُعَرَّفان بها فى سفر دانيال. وهكذا يستنتجون – مخطئين – أن يسوع سيقطع العهد ويوقف الذبائح. السياق فى دانيال يدور حول رجل شرير يُزيل الذبائح ويضع الرجاسة فى الهيكل (8: 11، 12، 13؛ 9: 27؛ 11: 31؛ 12: 11).

وَيُثَبِّتُ [ضد المسيح] عَهْداً مَعَ كَثِيرِينَ [أمم] فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ [7 سنوات] وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ [3 سنوات ونصف] يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ [ضد المسيح] حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرَّبِ [ضد المسيح].” (دا 9: 27)

‌ب-  لم يقطع يسوع عهداً مدته 7 سنوات، بل عهد أبدي. أشار يسوع لهذا الجزء كعلامة مفتاحية للضيقة العظيمة، ولمجيئه (مت 24: 15، 21). المعنى الواضح لـ “هو” الذى يدور حوله الكلام هو الرئيس الآتي (9: 26)، ليس تيطس، أو أنتيخوس، أو يسوع. الذبائح لم تتوقف “فى نصف الأسبوع” ( فترة سبع سنوات)، لكن بعد 40 سنة، فى 70 م. أوقف الجيش الروماني الذبائح، وليس يسوع. نعم، لقد جعلها يسوع غير ذات قيمة أو فائدة من ناحية روحية، لكنه لم يوقفها فى الهيكل كما تصف الآيات. الذبائح ستتوقف لمدة 1290 يوماً فى آخر الأيام (12: 11). إن “تمام” أحكام الله و “صبها على المخرب” ليس لها تتميم تاريخى فى تيطس بعد أن دمر أورشليم فى 70 م.

 

ااهلا بك زائرنا الكريم ، نحن نسعد بوجودك في موقعنا

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: